انتهى الآجل الذي وضعه خير الدين زطشي رئيس الإتحاد الجزائري لكرة القدم لجلب مدرب جديد للمنتخب الأول ، ولعل المشالك العميقة التي يعاني منها ” الخضر” هي سبب رفض بعض المدربين الذين اتصلت بهم ” الفاف” في الفترة الأخيرة أبرزهم البوسني وحيد حليلوزيتش.
وكان زطشي قد صرح للصحافيين بعد نهاية الإجتماع المكتب الفدرالي لهيئته في 24 جوان الفارط، بأنه يملك قائمة لبعض أسماء المدربين، وأنه سيجلب المدرب الأنسب قبل منتصف شهر جويلية الحالي، وأن هذا المدرب الجديد سيكون من الذين شاركوا في نهائيات كأس العالم 2018 التي اختتمت الأحد المنقضي بفوز فرنسا باللقب.
ولم يتمكن رئيس ” الفاف” ومعاونيه من اقناع المدرب الأسبق لمنتخب ” محاربي الصحراء” وحيد حليولوزيتش بالعودة، حيث أكد هذا الأخير بأنه ناقش مع مسؤولي الهيئة الكروية الوطنية إمكانية عودته، غير أنه بدا غير متحمسا بسبب المشاكل العميقة على حد قوله- التي تعاني منها التشكيلة الوطنية، فيما ربطت بعض المصادر رغبته في العمل مع مسؤولين سابقين لـ” الفاف” أبزرهم وليد صادي. وعلى عكس التوقعات خرج الفرنسي هيرفي رونارد عن صمته ليقطع الشك باليقين ويؤكد بأنه لن يدرب ” الخضر” بسبب ارتباطه مع المنتخب المغربي، والذي لن يغادره لتدريب منتخب إفريقي أخر بحسب تغريدة نشرها أمس عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الإجتماعي ” تويتر”. و
قالت مصادر أخرى بأن الفرنسي كريستيان غوركيف الذي تعاقد أخيرا مع نادي الغرافة القطري، تلقى هو الأخر اتصالات من قبل بعض المقربين من زطشي، غير أن المدرب السابق لنادي لوريون رفض مقترح العودة إلى ” الخضر” خاصة وأن تغييرات كثيرة حدثت في ” الفاف” أبرزها رحيل الرئيس محمد روراوة الذي يتفاهم معه جيدا. وستكون الأيام المقبلة عصيبة بالنسبة لزطشي ، حيث سيسابق الزمن لأجل انتداب مدرب تستوفى فيه الشروط، وذلك حتى يمنحه الوقت الكافي لأجل التحضير لمباراة غامبيا التي يفصلنا عنها 49 يوم فقط(ستجرى في 7 سبتمبر برسم تصفيات كأس أمم إفريقيا 2019)، وهي فترة تبدو قصيرة لا تخدم المدرب الجديد، فهو لا يملك العصا السحرية لإعادة الثقة للاعبين وتحفيزهم لأجل العودة إلى سكة الإنتصارات.
وبعدما سقط اسما حليلوزيتش ورونارد وغوركيف، ستجد ” الفاف” نفسها مجبرة على التعاقد مع مدربين أخرين ربما وضعتهم في المقام الثاني لأسباب مختلفة، ويتعلق الأمر بالألماني جيرنوت روهر مدرب نيجريا و البوسني فلاديمير بيتكوفيتش مدرب سويسرا، وحتى الجزائري جمال بلماضي يبدو مرشحا لأنه يلقى الإجماع من قبل أعضاء المكتب الفدرالي وكذا الشارع الكروي الجزائري.
وتلقى الجزائريون تصريح رابح ماجر بأنه يخاف بأن يدخل ” الخضر” في أزمة بعد رحيله بكثير من السخرية، غير أن عزوف المدربين عن تدريب ” الخضر” إن لم نقل عجز ” الفاف” في إقناعهم، يظهر ما كان يقصد به صاحب الكعب الذهبي، وهي أن المشكل الذي تعاني منه المنتخب الوطني أعمق، وإذا ما بقيت دار لقمان على حالها ، فإن التأهل إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا 2019 بالكاميرون سيكون صعب المنال.
وكان يتعين على زطشي تعيين طاقم فني مؤقت للإشراف على رفقاء رياض محرز بالإستعانة مثلا بمسؤول المنتخبات الوطنية الصغرى بوعلام شارف وبعض مساعديه لأجل التحضير لمباراة غامبيا التي لن تكن سهلة خاصة وأن ستجرى خارج الديار، وبالمقابل يأخذ كامل وقته في البحث عن مدرب جديد إذا ما أخذنا بعين الاعتبار افتقاده للخبرة اللازمة في التفاوض مع الأسماء اللامعة في السوق( يترأس الفاف في عهدته الأولى).
ومعلوم أن الجزائر حقق فوزا صعبا على الطوغو في الجولة الاولى لتصفيات ” كان ” 2019 وذلك يوم 11 جوان من عام 2017 الماضي بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة، وبفضل هذا الفوز تتصدر المجموعة الرابعة ب3 نقاط، وتليها البنين في المركز الثاني بنفس الرصيد، ثم غامبيا والطوغو بدون نقطة، ويتعين على ” الخضر” إنهاء التصفيات في الريادة لأجل التأهل.