ما يلزمك معرفته بشأن لقاحات كوفيد-19

سيكون لقاح مرض كوفيد-19 أداة حاسمة في السيطرة على الجائحة عندما يقترن بالفحص الفعال وتدابير الوقاية القائمة. ويعمل الخبراء في جميع أنحاء العالم جاهدين للتعجيل بتطوير وإنتاج لقاح آمن وفعال.

إن الخطر الذي يشكله مرض كوفيد-19 بالنسبة للأطفال هائل ويتجاوز الآثار البدنية المباشرة للمرض. ومع استمرار فرض قيود الحجر الصحي أو إعادة فرضها، قد تتأثر فرص وصول الأطفال إلى الخدمات الصحية الأساسية تأثراً خطيراً. فانخفاض مستويات تغطية الرعاية الصحية الروتينية والركود الذي يلوح في الأفق وكلاهما ناتجان عن الجائحة يهددان صحة ومستقبل جيل من الأطفال. وفيما يلي أجوبة على بعض الأسئلة الأكثر شيوعاً التي قد يطرحها الآباء بشأن لقاح محتمل لمرض كوفيد-19.

متى سيجهز لقاح كوفيد-19؟

يستغرق تطوير لقاح آمن وفعال وقتاً. ويوجد حالياً ما يزيد على 200 لقاح مرشح قيد التطوير، والعديد منها قيد التجارب السريرية. ووصل عدد من هذه اللقاحات المرشحة المرحلة الثالثة من التجارب السريرية — وهي الخطوة الأخيرة قبل الترخيص باللقاح. وبالنظر إلى الجداول الزمنية المتسارعة التي يعمل أصحاب المصلحة العالميون استنادا إليها، نتوقع أن تكون بعض اللقاحات قد أكملت تجاربها السريرية وتمت الموافقة على استخدامها في عام 2021.

لكن من المهم التذكير بأن الرحلة من تطوير لقاح إلى الترخيص به وإنتاجه بكميات كبيرة واستخدامه على نطاق واسع هي رحلة طويلة. وبمجرد حصول اللقاح على الترخيص المطلوب، سيكون من الضروري جداً إتاحته في الوقت المناسب وبطريقة منصفة، لمن هم في أمس الحاجة إليه. وهنا يأتي دور اليونيسف وشركائها.

وستستفيد اليونيسف من تجربتها الفريدة كأكبر مشتر للقاح في العالم من خلال التعاون مع الصندوق الدائر لمنظمة الصحة للبلدان الأمريكية وآلية كوفاكس لإتاحة لقاحات كوفيد-19 على الصعيد العالمي (آلية كوفاكس) فيما قد يكون أكبر وأسرع عملية شراء وتوريد للقاحات في العالم.

كيف يتم تطوير لقاحات كوفيد-19؟

تعمل اللقاحات عن طريق محاكاة عامل مُعْدٍ: أي فيروسات أو بكتيريا أو كائنات دقيقة أخرى يمكن أن تسبب المرض. وهذا ما “يلقن” جهازنا المناعي الاستجابة بسرعة وفعالية ضده.

وتقليديا، ما فتئت اللقاحات تقوم بذلك عن طريق إدخال شكل ضعيف من عامل مُعْدٍ يتيح لجهازنا المناعي بناء ذاكرة تسمح بتذكره. وبهذه الطريقة، يمكن لجهازنا المناعي التعرف عليه ومكافحته بسرعة قبل أن يصيبنا بالمرض. وهكذا يتم تصميم بعض لقاحات مرض كوفيد-19 المرشحة حاليا.

وتستخدم اللقاحات المحتملة الأخرى التي يجري تطويرها أيضاً نهجا جديدة: أي ما يسمى بلقاحات الـ DNA ولقاحات الـ RNA. وبدلاً من إدخال المستضدات (وهي مادة تجعل جهازك المناعي ينتج أجساماً مضادة)، فإن لقاحات الحمض النووي الريبي والحمض الخلوي الصبغي تعطي أجسامنا الشفرة الجينية التي يحتاجها للسماح لجهاز المناعة لدينا بإنتاج المستضد بنفسه. وللمزيد من المعلومات بشأن تطوير لقاح مرض كوفيد-19، ترجى زيارة منظمة الصحة العالمية و التحالف من أجل ابتكارات التأهب للأوبئة.

هل سيكون لقاح كوفيد-19 آمناً؟

لكل دولة أجهزة رقابية تشرف على سلامة اللقاحات وفعاليتها قبل استخدامها على نطاق واسع. وعلى الصعيد العالمي، تنسق منظمة الصحة العالمية بين عدد من الهيئات التقنية المستقلة التي تستعرض سلامة اللقاحات قبل استخدامها وبعده. وقد خضعت اللقاحات التي وافقت منظمة الصحة العالمية على استخدامها لاختبارات وتجارب سريرية صارمة للتأكد من أنها آمنة وفعالة في السيطرة على الأمراض. ورغم أن لقاحات مرض كوفيد-19 يجري تطويرها بأسرع ما يمكن، إلا أنها لن تتلقى التراخيص الرقابية الضرورية إلا إذا كانت تفي بمعايير السلامة والفعالية الصارمة.

وتولي اليونيسف لسلامة الأطفال وأسرهم أولوية قصوى — بما في ذلك تقديم لقاح آمن.

ما هي مبادرة إتاحة لقاحات كوفيد-19 عالمياً (آلية كوفاكس)؟
مبادرة تسريع إتاحة أدوات مكافحة كوفيد-19 هي إطار للتعاون العالمي لتسريع تطوير اختبارات مرض كوفيد-19 وعلاجاته ولقاحاته وإنتاجها وإتاحة فرص عادلة للحصول عليها. وتهدف مبادرة كوفاكس، ركيزة اللقاحات في إطار مبادرة تسريع إتاحة أدوات مكافحة كوفيد-19، إلى التعجيل بتطوير وتصنيع لقاحات مرض كوفيد-19، وضمان إتاحته لكل بلد من بلدان العالم بعدل وإنصاف.

ويتمثل دور آلية كوفاكس في المراقبة المستمرة لتطوير لقاحات مرض كوفيد لتحديد أنسب اللقاحات المرشحة. ويعمل المرفق مع المُصَنِّعين لتحفيزهم على توسيع طاقتهم الإنتاجية قبل الترخيص القانوني للقاحات.

وسبب القيام بذلك هو إحجام المُصنِّعين عادةً عن المخاطرة بالقيام بالاستثمارات الكبيرة اللازمة لتوسيع نطاق مرافق تصنيع اللقاحات إلى أن يحصلوا على الترخيص للقاح. ولكن في سياق الجائحة الحالية، سيؤدي ذلك الإحجام إلى تأخيرٍ وخصاصٍ في توفير اللقاحات بمجرد الترخيص لها.

متى سيتاح لقاح كوفيد-19 في بلدي؟

بمجرد نجاح التجارب السريرية لأي لقاح من لقاحات مرض كوفيد-19 المرشحة حاليا، والتحقق من أنها آمنة وفعالة، وحصولها على الترخيص القانوني، سيتم تخصيص الجرعات المتاحة لجميع البلدان المشاركة في آلية كوفاكس باستخدام صيغة تخصيص موحدة، متناسبة مع حجم سكانها الإجمالي.

ونظرا للطلب العالمي الهائل لن يتمكن الجميع من الحصول على اللقاح في نفس الوقت. وسيستغرق الأمر شهوراً — أو حتى سنوات — لإنتاج جرعات كافية من اللقاح للجميع في كل أنحاء العالم.

وستكون أولى الأولويات هي توفير اللقاحات للعاملين في المجالات الصحية والاجتماعية للحد من تأثير فيروس كوفيد-19على عمل النظم الصحية والاجتماعية. وسيسمح الجزء التالي من جرعات اللقاح للبلدان المشاركة بتلقيح الفئات المعرضة للخطر، بما في ذلك كبار السن وذوو الظروف الطبية التي يشتد معها خطر تعرضهم للإصابة بأمراض خطيرة واحتمال هلاكهم بعد الإصابة بمرض كوفيد-19. وستختلف أرقام كل مرحلة حسب البلد، ونوصي باتباع آخر التحديثات والإرشادات الصادرة عن وزارة الصحة في بلدك.

من سيحصل على لقاح كوفيد-19؟

إن الهدف الحالي هو توفير بليوني جرعة من اللقاح في إطار خطة كوفاكس بحلول نهاية عام 2021. وينبغي أن تكون هذه الجرعات كافية لحماية العاملين في مجال الرعاية الصحية والاجتماعية، ومن هم أشد عرضة لخطر الإصابة بأمراض خطيرة أو الوفاة في معظم بلدان العالم. وسيكون هذا إنجازاً هائلاً، ولكن ربما لن تكون هناك جرعات كافية لاستخدام أكثر انتشاراً في السنوات القليلة الأولى. وهذا يعني أنه سيكون من المهم أن تواصل اتخاذ الاحتياطات الأخرى لحماية نفسك وعائلتك ومجتمعك، بما في ذلك ممارسة التباعد البدني وغسل اليدين بانتظام وارتداء الكمامات.

هل ينبغي حصول طفلي على لقاح مرض كوفيد-19؟

بموجب خطة كوفاكس، تخصص الجرعات الأولية من اللقاحات التي يتم إرسالها إلى البلدان للعاملين الصحيين والعاملين في مجال الرعاية الاجتماعية والأشخاص الأشد عرضة لخطر الإصابة بأمراض خطيرة بسبب الفيروس، من قبيل كبار السن أو من لهم ظروف مرضية قائمة، ومن غير المحتمل أن يتم إعطاء الجرعات للأطفال. وقد أوليت الأولوية لهذه الشرائح من السكان للمساعدة في تقليل معدلات الإصابة بفيروس كوفيد-19 وللمساعدة في حماية النظم الصحية التي تخدم الجميع. وقد يتم تحديث الإرشادات ومدى إتاحة اللقاح كلما زاد تعلمنا، لذلك من المفيد التحقق مرة أخرى من المصادر الموثوق بها من قبيل منظمة الصحة العالمية، ووزارة الصحة في بلدك.

غير أنه من المهم الحرص على أن يتلقى طفلك باستمرار التلقيحات الروتينية في مرحلة الطفولة. أقرأ عن كيف نفعل ذلك بأمان.

كيف يمكنني حماية عائلتي إلى أن يتاح لقاح مرض كوفيد-19؟

فيما يلي بعض الاحتياطات التي يمكنك أن تتخذها أنت وعائلتك للمساعدة في تجنب العدوى:

اغسل يديك كثيراً باستخدام الصابون والماء أو بفرك اليدين بالكحول.
حافظ على مسافة متر واحد على الأقل بينك وبين الآخرين.
اطلب الرعاية الطبية مبكراً إذا كنت تعاني أنت أو طفلك من حمى أو سعال أو صعوبة في التنفس أو أعراض أخرى من أعراض مرض كوفيد-19.
تجنب الأماكن المزدحمة، والأماكن المحصورة والمغلقة ذات التهوية السيئة، وحاول ممارسة التباعد البدني عن الناس في الأماكن العامة.
ارتدِ كمامات قماشية عندما تكون في الأماكن العامة حيث يوجد انتقال مجتمعي وحيث يتعذر التباعد البدني. واغسل الكمامة بالماء والصابون غسلا متكررا.
وحافظ على تهوية جميع الأماكن الداخلية جيداً.

المصدر : موقع اليونيسف

أترك تعليقا

لن يتم نشر الايميل الخاص بك