يعرف جناح الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية بصالون الجزائر الدولي للكتاب في طبعته ال28 إقبالا كبيرا للزوار الذين أبدوا شغفا كبيرا بإبداعات الكتاب الصحراويين في شتى المجالات الفكرية والسياسية والثقافية, واهتماما أيضا بما تمت برمجته بالجناح من لقاءات أدبية متنوعة وجلسات بيع بالتوقيع.
ويعرف الجناح الصحراوي إقبالا واسعا للجمهور من مختلف الفئات العمرية, من جزائريين ومن ضيوف صالون الكتاب الأفارقة والعرب وغيرهم, حسبما لوحظ, وهذا بفضل ما يعرضه من كتب تعكس الإنتاج الفكري والأدبي والتاريخي الذي يبرز خصوصيات الثقافة والفنون الصحراوية في مواجهة الاحتلال المغربي.
وقد أبدى هؤلاء الزوار أيضا اهتماما لافتا بالندوات الفكرية المقامة على مستوى الجناح والتي تشارك فيها نخبة من المثقفين والكتاب والمبدعين الصحراويين, وهي لقاءات تهدف لإبراز حقوق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره وتفضح ممارسات المحتل المغربي من اعتقالات وتعذيب داخل السجون والمعتقلات.
ويعرف كذلك هذا الجناح برمجة أمسيات شعرية وجلسات بيع بالتوقيع لكتب حديثة تتمحور حول نضال ومقاومة الشعب الصحراوي وصموده في وجه الإنتهاكات اليومية لجيش الاحتلال المغربي, وكذا الكتب التي تتناول الدور الريادي لجبهة البوليساريو في الدفاع عن حقوق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره.
وتم في هذا الإطار عرض مجموعة من المؤلفات لكتاب صحراويين وإسبان, باللغة العربية والإسبانية والإنجليزية, على غرار مؤلفات الكاتب والشاعر المناضل السيد حمدي يحظيه “المنظمة الطليعية لتحرير الصحراء, من التأسيس إلى جريمة إسبانيا”, “المملكة المغربية كنموذج للدولة الإرهابية” و”المنظمة الطليعية لتحرير الساقية” (الجزء الثاني).
كما يتضمن الجناح مؤلفات أخرى على غرار “الاستعمار والمقاومة في الصحراء الغربية” لحمة المهدي البوهالي, “الوجيز في جغرافيا الصحراء الغربية” لأحمد إبراهيم, “المرأة الصحراوية ودورها في تأطير المجتمع” لنازك صالح, بالإضافة إلى كتاب “واحة الذاكرة, ذاكرة تاريخية بخروقات حقوق الإنسان في الصحراء الغربية” لکارلوس مارتين وإيلو إزا غونزاليس, وكتاب “مذكرات رحالة: الألم
والمقاومة في الصحراء الغربية” لکارلوس مارتين وألونسو خيل وفرديريكو غوثمان.
ويتيح الجناح أيضا لزوار الصالون تصفح واقتناء كتب أخرى منها “ديوان ذاكرة وطن” للحسين مولود, و”ديوان في أدب الشهيد” لعلي ولد محمد الحسين, و”إشعار بالحياة .. شذرات من يوميات سجين سياسي” للمعتقل السابق في سجون الاحتلال المغربي سعيد البيلال, وكذا “16 سنة في جحيم أكدز ومكونة” للمعتقلة فاطمة الغالية الليلي.
وفي هذا الإطار, أكدت المشرفة على الجناح الصحراوي, سمية عبد اللاهي, في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية, أن الجناح “يعرف يوميا اقبالا كبيرا وتجاوبا واسعا من طرف زوار الصالون الذين أكدوا تعاطفهم وتأييدهم ووقوفهم إلى جانب القضية الصحراوية”, كما “جددوا تضامنهم اللامشروط مع مطالب الشعب الصحراوي وحقه في تقرير مصيره ونيل استقلاله”.
وأردفت ذات المتحدثة بالقول أن الصالون بمثابة “فرصة سنوية للتعريف بالقضية الصحراوية ونضال وكفاح الشعب الصحراوي لدى مختلف الدول المشاركة في هذا اللقاء الهام على المستوى الدولي”, فهو مناسبة تتيح لنا تقديم جديد الكتب لا سيما كتب أدب السجون الذي يستقطب الجمهور بفضل ما يقدمه من نماذج إبداعية لبعض المعتقلين الصحراويين في السجون المغربية التي تفضح التعذيب والانتهاكات التي تعرضوا لها في خرق صارخ للمواثيق الدولية وحقوق الإنسان”.
وبخصوص الجناح, لفتت المتحدثة إلى أنه يتضمن عرض الإنتاج الفكري من إصدارات وزارة الثقافة الصحراوية واتحاد الكتاب الصحراويين, وذلك ب “أزيد من 30 عنوان كتاب, منها كتب صادرة حديثا وأخرى أعيد طبعها, وهذا في شتى التخصصات كالأدب والتاريخ والسياسة والتراث والقصة والمسرح”.
وأضافت المشرفة على الجناح الصحراوي أن هذا الأخير يعرف أيضا “عرض سلسلة كتب موجهة للأطفال تستلهم من قصص التراث الشعبي الصحراوي, وهذا بهدف ترسيخ النضال والهوية والفكر الوطني الصحراوي”.