الجزائر ثالث أكبر دولة في العالم من حيث احتياطات الهيليوم

أظهر تقرير صادر عن مجلة Frontiers in Environmental Science التابعة لمؤسسة “فرونترز” للأبحاث العلمية والتكنولوجية أن الجزائر تمتلك احتياطات ضخمة من الهيليوم تقدّر بـ 8.2 مليار متر مكعب، لتحتل المرتبة الأولى إفريقيًا، ووالثالثة عالميًا بعد الولايات المتحدة وقطر.

ويؤكد التقرير أن الجزائر أصبحت من أبرز الفاعلين في سوق الهيليوم العالمي الذي تهيمن عليه كبرى الدول المنتجة، بفضل مواردها الطبيعية الهائلة وبناها التحتية الطاقوية المتطورة.

ويستخرج الهيليوم الجزائري أساسا من الغاز الطبيعي المسال بمجمع حاسي الرمل، ما يجعل الجزائر من الدول القليلة التي تمتلك قدرة إنتاجية عالية في هذا المجال.

ويعد هذا الغاز النادر موردا إستراتيجيا حيويا في الصناعات المتقدمة، حيث يستخدم في مجالات الطب، والتبريد العميق، وأبحاث الفضاء، والحوسبة الكمومية، وصناعة الرقائق الإلكترونية، والتصوير الطبي، وهو ما يعكس الدور المتنامي للجزائر في دعم الابتكار والصناعات التكنولوجية الحديثة.

وتشير البيانات إلى أن الجزائر تأتي مباشرة بعد الولايات المتحدة التي تمتلك نحو 20.6 مليار متر مكعب وقطر بنحو 10.1 مليار متر مكعب، متقدمة بذلك على روسيا وكندا والصين، وهو ما يبرز مكانتها كمورد موثوق ومؤثر في سوق الهيليوم العالمي.

ويشهد سوق الهيليوم العالمي نموا متسارعا، إذ يقدّر حجمه بـ 4.1 مليار دولار في عام 2024، مع توقعات ببلوغه 6.06 مليار دولار بحلول عام 2030، مدفوعًا بالطلب المتزايد في قطاعات الطيران، والدفاع، والطب، والإلكترونيات، والطاقة، وهي مجالات يمكن للجزائر أن تستفيد منها لتعزيز موقعها الاقتصادي والتكنولوجي.

ويعد الهيليوم من الموارد النادرة وغير المتجددة، إذ يتسرب إلى الغلاف الجوي بمجرد إطلاقه، مما يجعل كل متر مكعب منه ذا قيمة عالية وغير قابل للتعويض. كما يُستخدم أكثر من 30% من الإنتاج العالمي في تبريد المغناطيسات فائقة التوصيل داخل أجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي وأنظمة الحوسبة الكمومية. وبفضل امتلاكها لهذه الموارد، تساهم الجزائر في تأمين إمدادات هذا الغاز الحيوي على المستوى الدولي.

وتؤكد هذه المعطيات أن الجزائر أصبحت رقما صعبا في سوق الطاقة والمواد الإستراتيجية، بما يعزز مكانتها كفاعل محوري في الصناعات المستقبلية ويجعلها في موقع متميز ضمن الدول التي تمتلك عناصر القوة في الاقتصاد العلمي والتكنولوجي العالمي.

 

 

أترك تعليقا

لن يتم نشر الايميل الخاص بك