تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الأيام القليلة الأخيرة، خبرا مفاده “قيام دولة تركمان في سوريا”، واختيار علم لها مستنسخ من علم الجزائر.
ونشرت عدة حسابات عبر منصة “فيسبوك”، صورا لرفع راية تُشبه العلم الجزائري، باللون الأزرق بدلا للون الأخضر مع الحفاظ على النجمة والهلال واللون الأبيض.
التركمان دولة؟
قبل الحديث عن العلم المستنسخ، يجب تسليط الضوء على “تركمان” سوريا، وهل هي دولة قائمة بحد ذاتها.
التركمان في سوريا ليسوا دولة أو كيانا سياسيا مستقلا، بل هم مجموعة إثنية، من عدة أقليات تعيش في البلاد.
ويُقدّر عدد التركمان في سوريا بمئات الآلاف، وينتشرون في عدة مناطق داخل البلاد.
وكان يعيش التركمان كجزء لا يتجزأ من الشعب السوري، ليُقرروا بعد انطلاق الحرب الأهلية في البلاد، تشكيل مجموعات مسلحة بعضها مرتبط بالمعارضة السورية.
ولا يطالب التركمان، بتأسيس دولة، بل لديهم مطالب اجتماعية واقتصادية في إطار سيادة الدولة السورية.
ما قصة العلم؟
الراية التركمانية التي تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع، تزامنا مع سقوط نظام الأسد، على أساس أنها مرتبطة بقيام دولة “تركمان”، في الحقيقة ليست جديدة ولا علاقة لها بقيام أيّة دولة مثلما يُشاع.
ففي سنة 2018، اختار تركمان سوريا علمًا موحدًا لهم، خلال مؤتمر جمعهم تحت مسمى “العلم التركماني” في مدينة الراعي بريف حلب الشمالي.
وانعقد المؤتمر، برعاية من “المجلس التركماني السوري” بحضور شخصيات من الحركة التركمانية” وفصائل عسكرية تركمانية ومنظمات من المجتمع مدني.
وأبرز “المجلس التركماني”، آنذاك، أنه بعد الإقرار بعلم الثورة السورية، اختار تركمان سوريا رايتهم التي سترمز إليهم وتمثلهم في كل المحافل السياسية والمجتمعية كمكون أساسي ضمن الشعب السوري تحت سقف المشروع الوطني.
وشدد هؤلاء على أن الراية ترمز لهم كمكون من الشعب الروسي وليس كحركة انفصالية تسعى لإقامة دولة.
وعن أسباب اختيار الألوان والتي تبدو مستنسخة من العلم الجزائري، أبرز التركمان، أن اللون السماوي رافق التركمان عبر التاريخ، بينما اللون الأبيض رمز للسلام والإنسانية، مرصعًا بالهلال والنجمة المشبعة بدم شهدائنا على أرض الوطن سوريا.