دار الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول السحر خاصة بعد واقعة اللاعب المصري مؤمن زكريا الذي يعاني من المرض منذ فترة طويلة، إليكم تفاصيل الفتوى وحكم السحر في الإسلام
السحر من القضايا التي أثيرت حولها العديد من النقاشات في العصور القديمة والحديثة، وتناولته الكتب السماوية، بما في ذلك القرآن الكريم. ويُنظر في الإسلام إلى السحر على أنه محرم شرعًا وله تأثير خطير على الأفراد والمجتمع.
وقد أصدرت دار الإفتاء المصرية فتوى تؤكد على وجود السحر وتأثيره الحقيقي، مستندة إلى القرآن والسنة، إليكم الفتوى الصادرة عن دار الإفتاء المصرية حول السحر وأثرها على الأشخاص.
تفاصيل أزمة السحر ومؤمن زكريا:
مؤخرًا، تصدرت مواقع التواصل الاجتماعي حالة من الجدل الواسع بعد انتشار ادعاءات تشير إلى وجود “سحر أسود” مدفون في إحدى مقابر القاهرة، زُعم أنه يؤثر على حالة مؤمن زكريا، لاعب النادي الأهلي السابق، الذي يعاني من مرض التصلب الجانبي الضموري، هذا المرض أبعده عن الملاعب وجعله غير قادر على مواصلة مسيرته في كرة القدم، الادعاءات حول تأثير السحر على حالته الصحية أثارت ضجة كبيرة، حيث تداول العديد من رواد التواصل الاجتماعي تلك الأنباء، مما جعل الموضوع يتصدر أحاديث الناس في الساعات الأخيرة.
نص فتوى دار الإفتاء المصرية حول السحر:
وردت فتوى دار الإفتاء المصرية بشأن السحر في الإجابة على سؤال حول حقيقة وجوده وتأثيره. نص الفتوى يقول:
“السحرُ موجودٌ، وهو حقيقةٌ ثابتةٌ، وضرره قد يكون واقعًا بمحله بإذن الله، كما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية. وقد ذكر القرآن الكريم قصة سحر اليهود للنبي سليمان عليه السلام، وبيَّن أن السحر قد يكون سببًا في الأذى والتفريق بين الزوجين، ولكنه لا يؤثر إلا بإذن الله تعالى.
حيث قال الله تعالى في سورة البقرة: (وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ) [البقرة: 102]. وقد أجمع العلماء على أن السحر له حقيقة وتأثير على المسحور، ولكنَّه لا يؤثر إلا بمشيئة الله.”
تؤكد الفتوى أن السحر يمكن أن يؤثر على حياة الناس، ولكنه لا يكون فعالاً إلا إذا شاء الله ذلك. كما تُحذر الفتوى من أن تعلم السحر أو ممارسته محرم شرعًا ويعد من الكبائر، وأن الرقية الشرعية هي الوسيلة الشرعية للعلاج من آثار السحر.
مفهوم السحر في الشريعة الإسلامية:
السحر في اللغة يشير إلى كل ما خفي ولطف سببه، وقد تم ذكره في العديد من المواضع في القرآن الكريم.
قال الله تعالى في سورة “طه”:”يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى”.
تُظهر هذا الآية أن السحر يمكن أن يخلق أوهامًا تشوه الواقع وتجعل الشخص يرى ما ليس حقيقيًا كأنه واقع.
وفقًا لدار الإفتاء المصرية، السحر ليس مجرد خدعة أو تسلية، بل هو فعل يملك تأثيرًا فعليًا قد يؤدي إلى أضرار خطيرة، مثل التفريق بين الأزواج، التسبب في مشاكل نفسية أو صحية، أو تعطيل حياة الأفراد.
حكم السحر في الإسلام:
الإسلام يحرم تعلم السحر أو ممارسته ويعتبره من الكبائر التي تؤدي إلى ضرر شديد، في الحديث الشريف: “اجتنبوا السبع الموبقات: الشرك بالله، السحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق…”، يوضح هذا الحديث خطورة السحر، حيث يوضع في مرتبة مع الشرك بالله والقتل.
تعلم السحر أو محاولة استخدامه لتحقيق مصالح شخصية أو لإيذاء الآخرين يعد خرقًا واضحًا لتعاليم الدين الإسلامي، وتدعو الشريعة إلى الابتعاد عن هذه الممارسات والاعتماد على الله سبحانه وتعالى فقط.
التعامل مع السحر في العصر الحالي:
بالرغم من التقدم العلمي والتكنولوجي الذي يشهده العالم، لا يزال السحر يشكل جزءًا من المعتقدات الشعبية في بعض المجتمعات. في بعض الأحيان، يلجأ الناس إلى السحر لأسباب شخصية أو انتقامية، وهو أمر محرم، وقد أكدت دار الإفتاء المصرية أن السحر له وجود وتأثير، ولكن تأثيره لا يحدث إلا بإرادة الله.