نجاح علاج فيروسي للسرطان.. نتائج واعدة لأول تجربة سريرية

أجرى باحثون من جامعة كوين ماري في لندن، والأكاديمية الصينية للعلوم، تجارب على علاج فيروسي جديد في ثمانية مرضى مصابين بالورم الدبقي.

أظهرت النتائج أن العلاج كان آمنًا وفعالًا عند الجرعات المحددة، مع تحقيق حالة شفاء تام في مريض واحد، مما يدعم التقدم إلى التجارب السريرية من المرحلة الثانية.

الورم الدبقي هو النوع الأكثر شيوعا وفتكا من السرطان في الدماغ، حيث لا يتجاوز متوسط عمر المرضى الذين يصابون به 14 شهرا بعد التشخيص، والعلاجات الحالية ذات نجاح محدود، وغالبا ما يعاود الورم الظهور بعد العلاج.

وتعتبر الفيروسات العلاجية، وهي فيروسات تستهدف الخلايا السرطانية وتقتلها بشكل انتقائي دون التأثير على الخلايا السليمة، من العلاجات الواعدة التي حظيت باهتمام كبير، وتم اختبارها على نطاق واسع في حالات الورم الدبقي، ومع ذلك، فإن توصيل هذه العلاجات بشكل فعال يشكل تحديا كبيرا.

وأوضح البروفيسور ياوهي وانغ، المؤلف المشارك للدراسة والمخترع للفيروس الذي تم اختباره: “معظم الفيروسات العلاجية الحالية غير فعّالة عند الجرعات المنخفضة وسامة عند الجرعات العالية، و التحدي الرئيسي هو كيفية زيادة الفعالية دون التسبب في آثار جانبية ضارة، و نحن نعتقد أن نهجنا يقدم طريقة للمضي قدمًا.”

وفي هذه الدراسة السريرية من المرحلة الأولى، تم تصعيد الجرعات لعلاج ثمانية مرضى يعانون من الورم الدبقي الذي عاد بعد الجراحة.

وتلقى المرضى أحد ثلاثة جرعات من الفيروس الجديد الذي يحمل اسم Ad-TD-nsIL12، وقد تمكن الفريق من تحديد الجرعة القصوى التي يمكن تحمّلها، حيث كانت هذه الجرعة آمنة وتم تحملها جيدا من قبل المرضى، مع حدوث آثار جانبية خفيفة إلى متوسطة فقط.

ومن المشجع أن مريضًا واحدًا قد حقق استجابة تامة، أي اختفاء الورم بشكل كامل، بينما شهد مريض آخر استجابة جزئية مع انكماش الورم، و تم نشر نتائج التجربة في “نيتشر كومينيكيشن”.

وأضاف البروفيسور وانغ: “كنت محظوظًا بلقاء بعض المرضى الذين استفادوا من ابتكاري خلال زيارة أخيرة لبكين، و قابلت المريض الذي تعافى تمامًا بفضل العلاج، وقد صافحني وشكرني، كانت تجربة مؤثرة للغاية، وأكدت لي على أهمية هذه العلاج وإمكانية تطويره”.

يرتكز نجاح فيروس Ad-TD-nsIL12 على تصميمه الفريد، حيث قام الفريق الهندسي بتعديل فيروس أدينوي (وهو نوع من الفيروسات المرتبطة عادة بنزلات البرد) لتوصيل نسخة معدلة من البروتين المناعي IL-12، الذي يعتبر من أقوى البروتينات المعززة لجهاز المناعة. وأظهرت الدراسات أن IL-12 له قدرة هائلة على تثبيط نمو الأورام، لكنه قد يكون ساما في صورته الطبيعية.

وللتغلب على هذه المشكلة، قام الفريق بتصميم نسخة من البروتين تقتصر على المنطقة المحيطة بالورم، مما يمنع تراكمه إلى مستويات خطيرة في الجسم.

ويعتقد الباحثون أن الفيروس Ad-TD-nsIL12 قد يكون مرشحا واعدا للعلاج المشترك، بحيث يمكن دمجه مع علاجات أخرى مثل العلاج المناعي.

وبعد هذه النتائج المبشرة، يخطط الفريق للانتقال إلى التجارب السريرية من المرحلة الثانية، والتي سيقودها البروفيسور هونغوي زانغ في مستشفى سانبو في بكين، حيث سيتم تقييم فعالية العلاج بشكل كامل في مجموعة أكبر من المرضى المصابين بالورم الدبقي، كما يعتقد الباحثون أن هذا العلاج قد يظهر إمكانيات واعدة في علاج أنواع أخرى من السرطان.

أترك تعليقا

لن يتم نشر الايميل الخاص بك