موقع “وجهني” … مبادرة طلابية لتوجيه حاملي البكالوريا الجدد

تعتبر عملية التوجيه العلمي من المراحل التي باتت تؤرق حاملي شهادة البكالوريا بغية رسم مسارهم الجامعي خاصة اذا لم تكن التخصصات تستجيب لميولاتهم ومؤهلاتهم وهو الواقع الذي دفع مجموعة من الطلبة بجامعة الشلف للتفكير في انشاء موقع الكتروني كفيل بتقديم جميع الشروحات والمعلومات حول هذه المرحلة.

والموقع “وجهني” أسسه علاء طالب جامعي (السنة الثالثة بالمدرسة العليا للإعلام الآلي) من ولاية الشلف بمعية مجموعة من الطلبة بغية المساعدة في التوجيه الأمثل لحاملي شهادة البكالوريا الجدد.

وأنشئ الموقع بالأساس منذ سنتين إلا ان تفعيله ونشاطه الرسمي انطلق منذ 16 أبريل من السنة الجارية ليحصد خلال أشهر معدودة متابعين وعددا من الزوار بمعدل 8000 زائر يوميا.

وجاءت فكرة “وجهني” – استنادا لصاحبها – في خضم المشاكل التي طرحها زملاؤه الطلبة الجدد بخصوص عملية التوجيه وصعوبة اختيار التخصصات الجامعية في ظل جهلهم بالمقاييس المبرمجة للدراسة اذ يحاول موقع “وجهني” الالمام بجميع التخصصات وتفاصيلها وحتى تبادل الحديث والخبرات فيما بين الطلبة القدماء والجدد.

وقال علاء خلال يوم دراسي نشطه بالمكتبة الرئيسية للمطالعة حول التوجيه الامثل لحاملي شهادة البكالوريا الجدد وكيفية الولوج الى “وجهني” أن “الموقع يهدف بالدرجة الأولى إلى مرافقة مترشحي البكالوريا وتوجيههم ثم غرس لديهم ثقافة التعليم الذاتي خلال المسار الجامعي كمرحلة ثانية ليتم في الاخير زرع روح المقاولاتية لدى الطالب وتحضيره لعالم الشغل”.

وتكمن أهمية الموقع حسب صاحبه في “كونه قاعدة معلومات هامة حول التخصصات الجامعية ومختلف الشعب التي تتيح للزائر عديد الخيارات للاطلاع عليها أو طرح سؤال حيث يسهر فريق مكون من سبع طلبة متطوعين (من ولايات الشلف سطيف قسنطينة) على الاجابة على مختلف انشغالات الطلبة الجدد وزوار الموقع”.

ويحتوي هذا الفضاء الالكتروني التوجيهي الأول من نوعه في الجزائر حسب القائمين عليه على مقالات حصرية من طرف أساتذة ومختصين في التوجيه مما “يعطي مصداقية للمحتوى المنشور” فضلا عن نافذة للتفاعل والنقاش وطرح الأسئلة على مسيري الموقع وكذا الطلبة الذين أنهوا دراساتهم ناهيك عن تفاصيل كل الشعب والتخصصات من مقاييس وصيغ الامتحانات وشروط وعلامات القبول.

تثمين للمبادرة ودعوة لتطوير الفكرة واحتضانها

واستقت وأج بجامعة حسيبة بن بوعلي آراء مجموعة من حاملي البكالوريا الجدد الذين جاؤوا للقيام بعملية التسجيلات الأولية حول دور الموقع في تحديد اختياراتهم وأهمية المحتوى الذي يطرحه فكانت الأصداء مشجّعة لهذه المبادرة خاصة أن القائمين عليها طلبة بحد ذاتهم.

وتعتبر أمينة أن موقع “وجهني” ساهم في تغيير رغباتها وهذا بعد الاطلاع على محتوى الشعب التي كان يتراءى لها أنها تتلاءم مع قدراتها وميولاتها لتقرر في الأخير اختيار المدرسة العليا للأشغال العمومية بناءا على مؤهلاتها ومتطلبات التخصص وكذا الأصداء المستقاة حوله من طرف الطلبة القدامى.

و يرى وليد الذي تعرف على الموقع عن طريق وسائط التواصل الاجتماعي أن “وجهني” يساعد الطالب على تحديد وجهته الدراسية وفقا لمعطيات وتجارب ملموسة بما يزيل اللبس عن كثير من التخصصات التي قد يرغب الطالب في دراستها ولكنها لا تتوافق مع مؤهلاته الأكاديمية.

من جانبه يرى عبد العزيز (أحد الأولياء المرافقين لأبنائهم) أن موقع “وجهني” ومن خلال محتواه الذي يتضمن تفاصيل عن مختلف المدارس والتخصصات بالإضافة إلى نصائح من طرف مختصي التوجيه هو “إضافة نوعية” في مجال التوجيه الجامعي مما يساعد الطالب على رسم مساره الدراسي بنفسه بعيدا عن الخضوع لرغبات العائلة أو ميولات الأصدقاء.

وتم نهاية الأسبوع الفارط تنشيط مداخلة نشطها مؤسس الموقع بقاعة المحاضرات بالمكتبة العمومية حول قواعد واسس التوجيه العلمي الصحيح حيث شهد النشاط حضورا ملفتا لحاملي شهادة البكالوريا خاصة أنها تزامنت مع انطلاق التسجيلات الجامعية الأولية.

وثمن مدير المكتبةي محمد قمومية هذا النشاط الذي استقطب “طلبة المستقبل” مشيدا بفكرة الموقع وأهدافه الأكاديمية خاصة انه جاء “بمبادرة من طلبة مروا بنفس المسار ويسعون اليوم لتوجيه نظرائهم وفق أسس صحيحة تكفل نجاح مشوارهم الدراسي”.

وأضاف المتحدث أن “التوجيه الصحيح يكفل للطالب تحصيلا علميا في المستوى بما يتماشى مع طموحاته ورغباته في حين أن التوجيه الخاطئ قد يؤدي الى انهاء مساره الجامعي وتضييع عدة سنوات”ي داعيا بالمناسبة الى احتضان الفكرة ودعم الموقع الذي حقق نسب متابعة عالية نظرا لأهمية عملية التوجيه ودورها في حياة الطالب.

اللقاء أونلاين/واج 

أترك تعليقا

لن يتم نشر الايميل الخاص بك