تسود حالة من الترقب والغموض بخصوص تنظيم الدورة الثانية عشرة من “مهرجان وهران للفيلم العربي” بمدينة الباهية ،بعد تأجيل فعالياتها التي كانت مبرمجة شهر سبتمبر الماضي إلى اجل لم يحدد ، مما زاد من حدة المخاوف من عدم إمكانية تنظيمها هذه السنة ، خاصة مع عدم الشروع في التحضيرات أو إعلان برنامج الدورة ، في وقت طغت على الساحة التغيرات السياسية والتحضير للانتخابات المرتقبة شهر ديسمبر المقبل وما تبعها من نقاشات وتجاذبات.
مع بدء العدّ التنازلي لنهاية العام الحالي، بات مؤكّداً أنَّ الدورة الثانية عشرة من “مهرجان وهران للفيلم العربي” ستُرحَّل إلى العام المقبل، إن لم يتم إلغاؤها ، في ظل حكومة تسير الأعمال ، ووزارة ثقافة تسيير بالنيابة ، ووزير مكلف وناطق رسمي باسم الحكومة ، له مهام تشغله عن الاهتمام بقطاع الثقافة .
إلى غاية كتابة هذه الأسطر، لم يعلن عن برنامج الدورة الثانية عشرة من “مهرجان وهران للفيلم العربي”، في وقت يبدو تنظيمُها في ما تبقّى من السنة أمراً شبه مستحيل.
هذا التأجيل، وإن بدا مفهوماً في ظلّ الأحداث السياسية التي تعيشُها الجزائر منذ بداية 2019، فإنه ليس الأوّل من نوعه؛ إذ سبَقَ وأُلغيت دورة 2014؛ أي في السنة التي شهدت تعيين المخرجة السينمائية نادية لعبيدي وزيرةً للثقافة.
كانت تلك مفارقةً على أكثر من مستوى؛ فالمهرجان، الذي استمرّ منذ انطلاقته الأولى عام 2007 تزامناً مع استضافة الجزائر تظاهرة “عاصمة الثقافة العربية” – وإن لم يُحافظ على موعد قار – ظلّ مستمرّاً دون أيّ انقطاع، حتى عُيّنت وزيرةٌ قادمةٌ من السينما وكانت إحدى مؤسّسيه.
أمّا سبب التأجيل، فهو أنَّ لعبيدي أرادت أخذ ما يكفي من الوقت لتنظيم دورةٍ “كبيرة” على غرار دورات المهرجان الأولى، وفق ما صرّحت به حينها؛ لكنّها – وتلك مفارقة ثانية – حيث غادرت الوزارة قبل موعد دورة 2015 وخلفها الوزير الأسبق والمترشح الحالي للانتخابات الرئاسية عز الدين ميهوبي.
أشار المنظمون- نهاية الصيف الماضي- إلى إمكانية تأجيل فعاليات الطبعة 12 من المهرجان الدولي للفيلم العربي الذي يقام كل عام بالباهية وهران، إلى تاريخ لاحق،تأجيل فعاليات الطبعة 12 من المهرجان جاء، بعدما كانت مبرمجة شهر سبتمبر الماضي، حيث لم تتضح بعد المعالم الحدث السينمائي الأبرز في الجزائر بما فيه تاريخ تنظيمه، وارجع سبب التأجيل – في ذلك الوقت – الى التأخر في تسليم واستلام المهام بين المحافظ الجديد أحمد بن صبان، الذي تم تعيينه -في ذلك الوقت-من طرف وزيرة الثقافة السابقة مريم مرداسي والمحافظ السابق ابراهيم صديقي.
وادعى المنظمون انه “سيتم الوقوف على التفاصيل والجزئيات الخاصة بالحدث، وترتيب البيت من الداخل مباشرة بعد تسليم المهام بين أحمد بن صبان وابراهيم صديقي، ليتم بعدها التنسيق مع وزارة الثقافة لتحديد تاريخ التنظيم، وذلك بهدف تنظيم طبعة تكون أحسن وأفضل من سابقاتها.”
طبعة المهرجان هذه السنة والتي ضخ فيها نفس جديد منذ اشهر بتعيين احمد بن صبان، الذي يشغل منصب مدير المحطة الجهوية للتلفزيون الجزائري بوهران منذ سنوات، محافظا للمهرجان من طرف وزيرة الثقافة السابقة مريم مرداسي، ستكون في جو مشحون، يميزه التغييرات الكثيرة التي طرأت على مستوى وزارة الثقافة بعد تغيير مريم مرداسي وتعيين وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة ووزير الثقافة بالنيابة، فضلا عن الحراك الشعبي السلمي الذي تعيشه الجزائر منذ شهر فيفري الفارط.
السعيد.ت