رافق افتتاح مهرجان إيمدغاسن السينمائي الدولي للفيلم القصير بباتنة شرقي البلاد، جدلٌ على منصّات التواصل الاجتماعي بسبب تجسيد شخصيات كرتونية وسينمائية شهيرة.
واعتبر نشطاء أنّ تجسيد شخصيات من السينما العالمية وتقليدها في اللباس واللوك لا يمت بصلة للهوية الجزائرية وتقاليد البلاد ومدينة باتنة، في حين استحسن آخرون الافتتاح واعتبروه انفتاحًا على ثقافة الآخر وتقليد حديث للاحتفاء بنجوم الفن السابع.
وجرى افتتاح الطبعة الثالثة بالمسرح الجهوي صالح لمباركية بمدينة باتنة، بحضور وجوه الفنية من بينهم سارة لعلامة، إيدير بن عيبوش، عبد القادر جريو، نوال زعتر، إضافة إلى فنانين عرب وأجانب أمثال ياسين بن قمرة وخولة سليماني من تونس، بحري بايكال من تركيا، الملحم شاربيل من كندا.. وغيرهم.
وعقب الافتتاح سهرة الأربعاء الماضي، نشرت محافظة مهرجان إيمدغاسن السينمائي صورًا وفيديوهات لأجواء الحفل الافتتاحي، ومقتطفات من مشاهد الفنانين على السجاد الأحمر، تضمنت بعضها عروضًا على البساط الأحمر لشخصيات سينمائية عالمية وكرتونية شهيرة أدت دور البطولة، حيث جسدت بعض المواهب شخصية “ماليفسنت” من فيلم “سيدة الشر” (خيالي أمريكي صدر في 2014)، “سندريلا والأمير”، “علاء الدين”، “هاري بوتر”، “جاك سبارو” بطل سلسلة “قراصنة الكاريبي”، “الأقزام السبعة”، “فلة” (شخصية رسوم متحركة شهيرة).. وغيرها.
انتقادات واسعة
هذه الشخصيات من السينما العالمية التي لطالما شاهده الجمهور أعمالها وتفاعل مع قصصها، وبقيت عالقة في ذاكرته، قدّمت في نسختها الجزائرية بتقليد حركاتها وتعابيرها الجسد وأزيائها، لكن فكرة تقديمها في المهرجان رحّب بها البعض وانتقدها آخرون.. وهو ما جاء في تفاعل وتعليقات ومنشورات النشطاء على منصات التواصل الاجتماعي.
إلى هنا، علق الإعلامي فرحات زايت على حسابه بفيسبوك على عرض شخصيات سينمائية وكرتونية بالافتتاح: “جاي على بالي أقول..سابت ورب الكعبة.. فهل أنا مخطئ؟
صفحة “ديزاد تراند” على فايسبوك تساءلت: “ماذا يحدث في باتنة”، قبل أن تجيب في تعليقها على صور الافتتاح التي تضمنت تقليد وتجسيد شخصيات شهيرة في السينما وعالم الكرتون: “صور من افتتاح مهرجان إيمدغاسن السينمائي الدولي باللباس الذي لا يمثل الجزائر بشيء؟”.
وفي السياق، كتب إيهاب نصر منتقدًا الافتتاح: “باتنة معروفة بتاريخها وحضارتها والمواطن الباتني معروف بشهامته وشجاعته، مثل هكذا الاحتفالات والبدع جديدة على هذه الولاية الثورية، أتمنى أن تكون آخر مرة يقام فيها مثل هكذا احتفالات”.
أمّا خليل بدرالدين فتساءل: “جانب من صور افتتاح مهرجان إيمدغاسن السنيمائي الدولي بباتنة !، أين التراث الوطني الأصيل؟”
وأضاف: “التراث الشاوي أعمق بكثير من هذا، قوم تبع مع الأسف، أليست كلمة عالمية تعني تسويق ثقافتنا للآخر وليست إجترارًا لما هو مستورد؟ تحياتي للشاوية الأحرار”.
ترحيب بالفكرة
من جهة أخرى، أشاد الكاتب والسيناريست ياسين بوغازي بمهرجان إيمدغاسن وجديده وقال: “مهرجان إيمدغاسن السينمائي في دورة 2023 الحالية هو إضافة كبيرة للسينما في الجزائر، وإذ يحاول فتح نوافذ على تقاليد الاحتفاء بنجوم الفن والسينما عندنا على غرار بلدان عربية شقيقة”.، وتمنى “التوفيق لدورة إيمدغاسن الحالية والعاقبة لاحتفاءات ودورات قادمة”.
بدوره، دافع الصحفي بلال كباش عن إبراز “شخصيات من السينما العالمية” قائلًا على حسابه بفايسبوك إنّ “مهرجان إيمدغاسن أبرز شكل جديد سينمائي تراه في كثير من الدوّل التي ننبهر بمهرجاناتها وتنظيمهم”.
وأضاف كباش: ” قضية لباس الفنانين عادي جدًّا في كل المهرجانات الفنية تجد الفنانين يرتادون ملابس عادية وغير عادية”.
وتابع قوله: ” نذكّر الإخوة والأخوات أن هؤلاء الفنانين بصدد الدخول لمهرجان سينمائي وليس للمسجد، كما وجب التنويه ألا أحد يفرض علينا مشاهدة أي شيء أو سماع أي شيء، شكرًا لكم سيداتي سادتي”.
في السياق ذاته كتب الصحفي عبد العالي مزغيش حول أجواء الافتتاح وما تضمنه من صور منوعة: “مهرجان إيمدغاسن السينمائي الدولي في باتنة ،”فلة والأقزام؛ وشخصيات سينمائية عالمية أخرى ..يصنعون الحدث في باتنة.. في حفل افتتاح الطبعة 3 من المهرجان”.
تشهد الطبعة الثالثة لمهرجان إيمدغاسن السينمائي، مشاركة عددًا من الأفلام القصيرة التي تمثل دولا مختلفة من بينها “سراب” لأكرم زغبة، “بلا سكر” لشربل الملحم، فيلم “سبات”، فيلم “ميكرو باص” لمجدي كمال، فيلم “فلسطين 87” لبلال الخطيب.. وغيرها.
المصدر :ultraalgeria