توجت مسيرة خمس سنوات من البحث والتقصي حول عاصمة الأمير عبد القادر ، بكتاب جديد صدر، مؤخرا، باللغة الفرنسية عنوانه “معسكر عاصمة التاريخ وقلب إفريقيا” للكاتب نور الدين سهلة نائب رئيس جمعية منتدى السراج للفكر والثقافة بولاية معسكر.
تضمن الكتاب الكثير من تاريخ معسكر منذ اكتشاف رجل تيغنيف، مرورا بعهدي الرومان والإغريق، وصولا إلى الفتوحات الإسلامية، ثم الحكم العثماني حيث استقر البشاوات والآغاوات بمعسكر .
توقف الكاتب بعدها عند الاستعمار الفرنسي وما قام به من جرائم بهذه المنطقة الغالية من التراب الوطني تمثل في محاولة للحرق لمرتين متتاليتين أولها سنة 1835 والثانية عام 1845، من أجل طمس الهوية العربية الإسلامية التي كانت تتميز بها المنطقة آنذاك، وهنا استعرض الكاتب حياة مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة الأمير عبد القادر ابن محي الدين الذي أصبح فارسا في سن الخامسة، وحفظ القرآن الكريم، وتعلم أصول الفقه والتفسير وهو لا يزال في ريعان شبابه، لينخرط بعدها كليا في حملة الجهاد وذلك قبل المبايعة، حيث كان جنديا في جيش والده محي الدين، لتأتي المبايعة الأولى تحت “شجرة الدردارة” والثانية بالجامع الكبير.
حرص نور الدين سهلة على ترسيخ هذا التاريخ لدحض فكرة أن الأمير استسلم مستعينا في ذلك بالعديد من الوثائق التاريخية، لاسيما مذكرات وزير الخارجية الفرنسي آنذاك والذي أكد أن الأمير لم يستسلم أبدا.
ونفس الشهادات قدمها ضباط سامين واجهوا الأمير فما منهم واحد إلا وأذاقه الأمير الخيبة في ساحات الوغى رغم أنهم فرنسيون ويمثلون أقوى جيوش العالم.
يبقى الكتاب مرجعا مهما لمدينة معسكر الزاخرة بالتاريخ القديم والحديث والتي تحتاج إلى الكثير من البحوث والدراسات