وقع محمد دومير، المهتم بدراسة التاريخ الجزائري، كتابه الجديد الموسوم بـ ” نشأة الجمهورية الجزائرية.. وصف أركان الدولة ومقوماتها الداخلية (1516- 1830) ” بجناح دار الوعي للنشر. والتوزيع بصالون الجزائر الدولي للكتاب في طبعته 27. وذلك وسط حضور إعلاميين و ثقافي جاء خصيصا لاكتشاف محتوى هذا المؤلّف. الذي غاص من خلاله في جذور تاريخ بلد ضارب بحضارته في عمق التاريخ.
وتطرق هذا الكتاب، للأوضاع في المنطقة المغاربية في القرن 16. والحالة السياسية للجزائر آنذاك، و الظهور العثماني في الجزائر. متضمّناً دوافع التدخل العثماني، دور الإخوة بربروس، و واقع مدينة الجزائر، مع إبراز كيف تم إلحاق الجزائر بالدولة العثمانية.
كما ركّز الكاتب على استقلالية الدولة الجزائرية عن الباب العالي. فترة الباشاوات وعهد الأغاوات وتأسيس الجمهورية (1659). ومرحلة الدايات (1830-1671). مع تسليط الضوء على أركان الدولة وسياستها الداخلية والخارجية، كالحدود والتقسيم الإداري.
و يؤكد دومير في مؤلّفه، أنّ تاريخ شمال إفريقيا شهد صراعًا مستميتاً على بسط النفوذ والسيطرة فمنذ فجر التاريخ. حيث تنافست القوى العظمى على هذه المنطقة الإستراتيجية. ليجد أهلها أنفسهم في تحديات متواصلة للصمود والحفاظ على استقلاليتهم، ولعل الجزائر خير مثال، فقد برزت كرقم صعب، متحدية عبر قرون طويلة أطماع القوى الأوروبية، التي سعت جاهدة لفرض هيمنتها على المنطقة.
وكشف دومير، كيف تمكنت مدينة الجزائر، التي كانت مجرد مدينة ساحلية صغيرة تحت سيطرة زعماء محليين. من التحول إلى عاصمة لدولة قوية ومؤثرة على الساحة الدولية. حيث تكمن الإجابة -حسب الباحث – في علاقات سياسية وعسكرية وثيقة نشأت بين الجزائر والدولة العثمانية. جعلت من الجزائر جزءً من شبكة التأثير المتوسطي والمغاربي، وفرضت هيمنتها على غرب البحر الأبيض المتوسط.
ويعد الدكتور محمد دومير، مخترعاً و طبيباً بيطرياً من مواليد سنة 1984 ببئر العاتر، ولاية تبسة. و هو فائز بلقب نجوم العلوم في عام 2013. عن مشروعه المبتكر المتعلق بالصحة الحيوانية حيث أنه ابتكر جهازا لتشخيص حالات العرج لدى الهجن. كما أنّ شغفه في التاريخ جعله يتعمق في دراسة تاريخ الجزائر خاصة في فترة الاستعمار الفرنسي وحرب التحرير.
و دومير مرشح الأمم المتحدة كأفضل المؤثرين في مجال المعرفة. و في أكتوبر من هذه السنة، عرض أمام لجنة تصفية الاستعمار التابعة للأمم المتحدة بنيويورك، وثائق أصلية تثبت استقلال الصحراء الغربية عن المغرب تاريخياًّ، بما في ذلك وثائق تتضمّن معاهدات لسلاطين مراكش.
للتذكير، تستمرّ اليوم الإثنين، جلسات البيع بالتوقيع لذات الكتاب، بجناح دار الوعي، الواقع بالجناح المركزي، قاعة عرض E 32.
يوسف/ح