ما هي أصول التقويم الأمازيغي ولماذا 2975؟.. هذا ما يجب أن تعرفه عن ينّاير

يتساءل الكثير من الناس عن أصول التقويم الأمازيغي وخاصة الرقم 2975 الذي يُشير إلى السنة الجديدة المُنتظر دخولها بعد أيام، فعلى غرار كل التقويمات المعروفة كالميلادي أو الهجري، يتم تحديد حدث مُعين ليكون السنة صفر لذلك التقويم.

ففي التقويم الغريغوري (الميلادي) حددت الكنيسة السنة التي ولد فيها المسيح لتكون السنة الأولى للتقويم بدلا من سنة تأسيس مدينة روما مثلما كان قبل ذلك، فيما كانت هجرة الرسول “ص” حدثا مُهما اختاره المسلمون ليكون السنة الأولى من التقويم الهجري.

أوّل من صمّم التقويم الأمازيغي

من هذا المُنطلق أبى الراحل عمار نقادي ابن مدينة مروانة بباتنة إلا أن يُصبح “ينّار” مثلما يُلفظ في “آوراس”، ذلك التاريخ المشهود لدى الأمازيغ منذ قرون باعتباره حدثا فلكيا وفلاحيا مُهما لهم، تاريخا مُنظما ضمن تقويم واضح.

 

 

وعلى هذا الأساس، صمم نقادي عام 1980 أول تقويم أمازيغي اعتمدته الجزائر رسميا للاحتفال بيناير خلال ترسيم هذا العيد في 2018، واختار لسنته الصفر واحدا من أقدم الأحداث التاريخية للأمازيغ والمتمثل في اعتلاء شيشنق العرش الملكي الفرعوني سنة 950 قبل الميلاد.

وعمار نقادي ، أو “عمار الشاوي” مثلما كان يُلقب يعد من أبرز رواد النضال الثقافي الهوياتي في أوراس، إذ أسس أول مكتبة أمازيغية في الوقت الحديث بداية السبعينات “أذليس أمازيغ” بباريس، وكان من أبرز المدافعين عن استعمال حروف “التيفيناغ” لتدريس “تامازيغت” بدلا من الحرف اللاتيني، ما تسبب في خلاف كبير بينه وبين مولود معمري.

التقويم الأمازيغي الذي أعده نقادي سنة 1980التقويم الأمازيغي الذي أعده نقادي سنة 1980
ويعتبر نقادي أول من أصدر أول قائمة للأسماء الأمازيغية وكانت تحتوي على أكثر من 750 اسما، قبل رحيله ذات ليلة من ديسبمر لسنة 2008 عن عمر يناهز الـ 65 عاما في باريس تاركا وصية شدّد فيها على إهداء كل أعماله ومكتبته الخاصة لفائدة جامعة الحاج لخضر بباتنة.

أمازيغي يعتلي العرش الملكي الفرعوني

ويرى عمار نقادي أن اعتلاء زعيم قبائل “المشواش” للعرش الملكي الفرعوني وتأسيس العائلة الـ 22 بعد سقوط بسوسنس الثاني آخر فراعنة العائلة 21، هو حدث بارز وقديم جدا وبإمكانه أن يُشير إلى عراقة الأمازيغ وتأثير شخصياتهم على المنطقة ككل، ولذلك اختاره ليكون السنة الأولى للتقويم الأمازيغي الموجود سلفا، بما أن الفلاحين الأمازيغ تبنوا قبل قرون التقويم اليولياني لتطابقه مع الأحداث الفلكية والتواريخ الفلاحية التي يعملون بها سنويا.

وبجمع سنوات التقويم الميلادي (2025) مع 950 سنة قبل الميلاد وهي السنة التي أسس فيها شيشنق العائلة الـ 22 في العرش الملكي الفرعوني، نكون قد وصلنا هذا العام إلى السنة 2975 في التقويم الأمازيغي الذي يُجسد عراقة الشمال الإفريقي والتأثير الكبير للشخصيات الأمازيغية عبر التاريخ.

للإشارة فإن العرش الملكي الفرعوني لم يكن حكرا على المصريين القدامى، بل نجحت العديد من الأسر الأجنبية في تأسيس حكم لها على غرار العائلة البطلمية التي تنحدر منها الملكة الشهيرة كليوباترا، ومن بين أشهر الأسر التي حكمت هذا العرش، كانت الأسرة الأمازيغية الليبية رغم محاولات كثيرة منذ أيام الأسرتين التاسعة عشر والعشرين لصدها عن السلطة.

يُذكر أن الملك الأمازيغي شيشناق نجح في توحيد مصر وتخليصها من اضطرابات كثيرة في ذلك الوقت، ليحتل فيما بعد فلسطين، ويقال عنه أنه استولى على كنوز هيكل النبي سليمان بالقدس، وهي الحادثة المؤرخة في التوراة و تُعد من أول الأحداث المُوثقة حول شخصية أمازيغية في التاريخ.

أترك تعليقا

لن يتم نشر الايميل الخاص بك