تحفل الجزائر بتشكيلة متكاملة من الأزياء التقليدية العريقة والمتفردة التي تعكس أصالة الموروث المحلي المتوزع على ستة أنماط بارزة وهي: “الحايك”، “العجار” و”العبروق” بالنسبة للنساء، وكذا “العباءة”، “البرنوس” و”القشابية” للرجال، بيد أنّ هذه الأزياء الستة تعاني من ويلات التغييب والتلاشي، ما فرض حراكا اجتماعيا نوعيا في السنتين الأخيرتين لإحياء هذا الموروث الثمين.
ويبدي مخضرمون ومخضرمات حسرتهم على راهن ما يُعرف بـ(الحايك) و(العجار) الذي ظلت تستخدمه نسوة الرعيل الأول في الجزائر لتغطية أجسادهنّ ووجوههنّ، وهو مظهر تقليدي ظلّ منتشرا إلى غاية مطلع ثمانينيات القرن الماضي قبل أن يزول بنسبة كبيرة.
وهناك أنواع من الحايك، وهما على التوالي “حايك المرمى العاصمي” و”حايك العشعاشي التلمساني”، ويشتركان في كونهما “قطعة قماش واحدة ناصعة البياض من الحرير الخالص”، كما أنّ هناك “حايك نصف مرّمى” وهو ممزوج بالصوف أو الكتان تستر به المرأة جسمها وقد تغطي وجهها بنقاب خفيف”، ولاحظت “نفيسة”، “خديجة” و”فتيحة” اللاتي التقينهنّ بسوق “علي بوزرينة” وسط العاصمة:”الحايك لا يبدي محاسن المرأة، بيد أن النساء كن يتفنن في إظهارها بمشية خاصة جعلت الكثير من الزجالين والشعراء يتغنون بمحاسنه”.
وبدأ المرصد الجزائري للمرأة مؤخرا في تنظيم معارض وخرجات لإحياء تراث “الحايك”، و”العجار” و”العبروق”، في هذا الشأن، أفادت “شائعة جعفري” رئيسة المرصد المذكور أنّ الرهان يكمن في الحفاظ على الموروث الثقافي الجزائري وإعادة الاعتبار إلى الأزياء التقليدية النسوية بشكل عام.