يختار الأمريكيون، اليوم الثلاثاء، رئيسهم الـ47 عبر انتخابات لم تتضح معالمها لحظات قُبيل انطلاقها بسبب التقارب غير المسبوق في نسبة تأييد أبرز المرشّحَين لخلافة جو بايدن، وهما الجمهوري والرئيس الأسبق دونالد ترامب، والديمقراطية ونائبة الرئيس كامالا هاريس .
وسويعات فقط قبل انطلاق عملية التصويت الوطني، والذي سبقه التصويت المبكر الذي شارك فيه أكثر من 81 مليون أمريكي، وفي آخر خرجة من الحملة الانتخابية لدونالد ترامب وكامالا هاريس، عبّر كلاهما عن ثقته بالفوز بمنصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية. وأكدت كامالا هاريس، في كلمة ختمت بها حملتها الانتخابية ثقتها بالفوز على دونالد ترامب؛ قائلة: “سنفوز في الانتخابات”، مشيرة إلى أنها مستعدة لقيادة البلاد بصفتها رئيسة جديدة للولايات المتحدة. وأضافت “هذه الانتخابات مهمة جدا لمستقبل الأمريكيين، كل صوت مهم”. و”أنها ستطوي في هذه الانتخابات صفحة الانقسام في الولايات المتحدة”.
دونالد ترامب، من جهته، تعهد الثلاثاء “بقيادة الولايات المتحدة والعالم نحو قمم مجد جديدة” .وقال للحشود في غراند رابيدز في ولاية ميشيغان، خلال آخر تجمع انتخابي له “بتصويتكم يمكننا حل كل مشكلة تواجهها بلادنا وقيادة الولايات المتحدة، لا بل العالم، نحو قمم مجد جديدة”.
ويبدو أن التقارب في حظوظ كامالا هاريس ودونالد ترامب، الذي تؤكده استطلاعات الرأي أقلق المرشح لمنصب نائب الرئيس في حملة هاريس، تيم والز، الذي قال “أشعر بخيبة أمل بسبب المنافسة المتقاربة بين المرشح الجمهوري دونالد ترامب وهاريس”، بينما توقعت حملة هاريس التأخر في إعلان النتائج النهائية للانتخابات الرئاسية، وقالت إنّ “صدور النتائج النهائية للانتخابات قد يستغرق أياما عديدة”، محذّرة معسكر المرشّح الجمهوري دونالد ترامب من أيّ محاولة “لنشر الفوضى” عبر التشكيك في نزاهة الانتخابات.
و قالت رئيسة حملة كامالا هاريس، جين أومالي ديلون، إنّ “بطاقات اقتراع جديدة سيستمر فرزها بعد أيام عدة من الانتخابات. حتما هذا ليس دليلا على تزوير، إنّه بكل بساطة طريقة سير الأمور”. وأضافت “نعتقد أنّ هذا السباق سيكون متقاربا بشكل لا يصدق، مما يعني أنّه من الممكن ألا نعرف نتائج هذه الانتخابات قبل أيام عديدة”.
وأوضحت المتحدثة ذاتها أنّه فيما يخصّ النتائج النهائية للانتخابات الرئاسية في الولايات المتأرجحة السبع (جورجيا – نورث كارولاينا – نيفادا – أريزونا – ميشيغان – بنسلفانيا – ويسكونسن) فستبدأ بالصدور تباعا اعتبارا من “وقت متأخر من ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء، وحتى الثامن أو ربما التاسع من نوفمبر الجاري في نيفادا وبنسلفانيا الولاية الواقعة شمال شرقي البلاد، والأكثر أهمية على الإطلاق في الانتخابات الرئاسية.
وقد تؤدي القيود القانونية المفروضة على موعد بدء فرز الأصوات البريدية إلى تأخر الفرز، فبعض الولايات لا تسمح ببدء الفرز حتى يوم الانتخابات نفسه، ما يزيد الضغط على مسؤولي الانتخابات ويؤخر إعلان النتائج النهائية.
ويُتوقع أن تستمر عملية فرز الأصوات في انتخابات 2024 أياما، كما حدث في 2020، إذ تشرع الولايات في الساعات التي تلي غلق صناديق الاقتراع في نشر نتائج غير رسمية، تستغلها وسائل الإعلام لتقدير الفائزين، ولا تُعلن الولايات نفسها عن الفائزين بشكل رسمي، إلا بعد عدة أسابيع، حين تفرز جميع الأصوات ويجري التصديق عليها.
لا يوجد وقت ثابت لفتح أو غلق صناديق التصويت في الولايات المتحدة، إذ يبدأ التصويت في معظم الولايات عند الساعة السابعة صباحا، وفي أخرى عند الساعة الخامسة صباحا، وقد يتأخر حتى الساعة 10 صباحًا.
وتغلق مراكز الاقتراع أبوابها في أوقات مختلفة أيضا، حيث يُتوقع أن تكون ولايتا كنتاكي وإنديانا أولى من يُغلق مراكز التصويت، في حوالي الساعة السادسة مساءً بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة، حيث نيويورك والعاصمة واشنطن. بينما في هاواي وألاسكا، وهما الولايتان الأبعد غربا، فلن تُغلق مراكز الاقتراع حتى منتصف الليل بتوقيت شرق الولايات المتحدة.
وفي ولاية أريزونا، تغلق صناديق الاقتراع في الساعة التاسعة مساءً بالتوقيت الشرقي، وفي التوقيت الشرقي نفسه تغلق نورث كارولينا صناديقها في السابعة ونصف مساءً. وتعد أوريغون الولاية الوحيدة التي لن تشهد تصويتا، الثلاثاء، بما أن عملية التصويت جرت فيها بالكامل عبر البريد.
وبمجرد إعلان نتائج الولايات المتأرجحة، سيتمكن الأمريكيون من معرفة رئيسهم الجديد، إذ تُعتبر هذه الولايات حاسمة في تحديد الفائز النهائي نظرا إلى تقارب نسب التصويت فيها وأهميتها في تحقيق الأغلبية اللازمة في المجمع الانتخابي.
للإشارة، يبلغ عدد من يحق لهم التصويت في هذه الانتخابات الرئاسية الأمريكية 242 مليون أمريكي، أدلى أكثر من 81 مليونا منهم بأصواتهم مبكرا؛ سواء عبر البريد أو في مراكز الاقتراع، لاسيّما في الولايات السبع المتأرجحة.