تسعى الجزائر إلى تعزيز موقعها على خريطة صناعة التعدين العالمية من خلال استغلال احتياطياتها الضخمة من المعادن الإستراتيجية، التي تشمل الحديد، الفوسفات، الزنك، الذهب، والجبس.
احتياطيات ضخمة وخطط تطويرية
تمتلك الجزائر واحدة من أكبر احتياطيات خام الحديد في العالم بمنجم غار جبيلات، الذي يحتوي على 3.5 مليار طن من خام الحديد. يشهد المنجم حاليًا تطويرًا شاملًا، بما في ذلك إنشاء خط سكة حديد بطول 1000 كم، بهدف زيادة إنتاجه إلى 50 مليون طن سنويًا بحلول عام 2040.
في قطاع الفوسفات، يجري تطوير مشروع عملاق بقيمة 7 مليارات دولار في ولاية تبسة، يُتوقع أن يعزز إنتاج البلاد الذي بلغ 671 ألف طن في عام 2022، ما يجعل الجزائر واحدة من أبرز الدول المنتجة للفوسفات عالميًا.
أما منجم تالا حمزة، فيُعد الأكبر في البلاد لإنتاج الزنك، مع احتياطيات تُقدر بـ34 مليون طن. تبلغ التكلفة الاستثمارية لتطويره 336 مليون دولار، ومن المتوقع دخوله حيز التشغيل في عام 2026 بسعة إنتاجية تصل إلى مليوني طن سنويًا.
استغلال الذهب والجبس
تُعد الجزائر غنية باحتياطيات الذهب، التي تُقدّر بـ173.6 طنًا، وتشمل 6 مناجم نشطة. يُبرز منجم أمسماسة في ولاية تمنراست كأحد أهم المناجم، إذ يحتوي على رواسب تُقدّر بـ748 ألف طن من الذهب الخام، مع قدرة إنتاجية تصل إلى 294 ألف أونصة من المعدن النفيس.
أما الجبس، فهو من أكثر المعادن وفرة في الجزائر، إذ بلغ إنتاجه 2.5 مليون طن في عام 2022. يُوجد هذا المعدن بشكل أساسي في المناطق القاحلة مثل منطقة الزيبان، مما يجعل الجزائر مُصدّرًا محتملاً لهذه المادة المستخدمة في البناء والصناعات.
إصلاحات لتعزيز القطاع
شرعت الجزائر في تنفيذ حزمة إصلاحات لدعم قطاع التعدين، تشمل رسم خرائط جيولوجية بقيمة 32 مليون دولار ومراجعة اللوائح لتبسيط إجراءات الاستثمار. هذه الخطوات تهدف إلى جذب الشركات المحلية والدولية للاستفادة من تنامي الطلب العالمي على المعادن الحيوية.
دور إستراتيجي في الاقتصاد الوطني
يمثل قطاع التعدين في الجزائر فرصة لتحفيز الاقتصاد الوطني وتنويع الإيرادات بعيدًا عن النفط والغاز. إذ يهدف استغلال الموارد المعدنية الوفيرة إلى زيادة مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي، التي لا تتجاوز حاليًا 1%.
مع هذه الجهود، تُمهّد الجزائر الطريق لأن تصبح لاعبًا رئيسًا في سوق المعادن العالمية، ما يُسهم في خلق فرص عمل جديدة وتعزيز الاستقلال الاقتصادي للبلاد.