شنّ سلاح الجوّ الإسرائيلي فجر السبت سلسلة غارات على مواقع لحركة حماس في قطاع غزة غداة احتجاجات الجمعة التي ارتفعت حصيلتها الى قتيلين فلسطينيين وأكثر من 200 جريح.
وأطلق مقاتلون فلسطينيون عشرات قذائف الهاون والصواريخ في اتجاه بلدات اسرائيلية محاذية للحدود بالتزامن مع الغارات.
ومنذ 30 مارس، بدأ الفلسطينيون في قطاع غزة تنظيم “مسيرات العودة” لتأكيد حق اللاجئين بالعودة الى أراضيهم ومنازلهم التي غادروها او هجروا منها في عام 1948 لدى اقامة دولة إسرائيل، ولكسر الحصار الذي تفرضه اسرائيل على القطاع منذ اكثر من عقد.
وقال مصدر أمني فلسطيني إنّ “طائرات الاحتلال شنت فجرا غارات جوية عدة استهدفت فيها مواقع للمقاومة الفلسطينية وألحقت أضرارا جسيمة”، فيما ذكرت مصادر طبية أن ثلاثة فلسطينيين أصيبوا بجروح متوسطة في رفح نتيجة الغارات.
وأعلنت حركة حماس أنّها نفّذت هجمات “ردا” على الغارات الإسرائيلية.
وقال الجيش الاسرائيلي في بيان إنه استهدف نفقين لحركة حماس ومواقع مخصصة لاعداد بالونات حارقة اطلقت باتجاه إسرائيل في الاسابيع الاخيرة.
وأضاف ان الغارات جاءت “ردا على أعمال إرهابية خلال أعمال شغب عنيفة وقعت على طول الحاجز الامني أمس تُضاف الى الهجمات اليومية ضد الاراضي الاسرائيلية عبر إطلاق بالونات حارقة من قطاع غزة”.
وأوضح أنّ نظام القبة الحديدية اعترض ست قذائف صاروخية أطلقت من غزة، بينما بلغ عدد القذائف التي استهدفت الاراضي الاسرائيلية 31. ولم يُفد عن وقوع إصابات في الجانب الاسرائيلي.
وقال المتحدث باسم حماس فوزي برهوم في بيان إنّ “التعامل الفوري للمقاومة مع تصعيد العدو والرد عليه بقوة يعكس حالة الوعي والوضوح الكبير لديها في الرؤية في إدارة الصراع وتوصيل الرسالة”.
واعتبر أنّ الهجمات الفلسطينية تهدف إلى “ضمان تشكيل حالة توازن ردع سريعة وكافية لإجبار العدو على وقف التصعيد وعدم التمادي في الاستهداف”، مضيفا أن “حماية شعبنا والدفاع عنه مطلب وطني وخيار استراتيجي”.
فلسطينيون يحملون في 14 جويلية 2018 في خان يونس في قطاع غزة جثمان شاب قتل خلال احتجاجات على حدود قطاع غزة برصاص اسرائيلي
وأعلن الناطق باسم وزارة الصحة في قطاع غزة أشرف القدرة في بيان “استشهاد محمد ناصر شراب (20 عاما) من خان يونس في جنوب قطاع غزة صباح السبت متاثرا بجروح أصيب بها برصاص الاحتلال الاسرائيلي أمس الجمعة شرق خان يونس”.
وبذلك ترتفع إلى قتيلين فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي و220 جريحا بالرصاص والغازات المسيلة للدموع، حصيلة احتجاجات الجمعة قرب السياج الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل.
كما ترتفع حصيلة الفلسطينيين الذين قتلوا بنيران الجيش الاسرائيلي منذ بدء التظاهرات، الى 141 على الاقل. ولم يُقتل أي اسرائيلي.
وكان آلاف الفلسطينيين تجمعوا بعد ظهر الجمعة على طول الحدود الشرقية للقطاع وأشعل عدد منهم إطارات قرب الحدود.
وحملت تظاهرات الجمعة شعار “خان الاحمر”، في إشارة الى القرية البدوية في الضفة الغربية المحتلة التي تعتزم السلطات الاسرائيلية هدمها.وبرّرت اسرائيل استخدام قواتها الرصاص الحي ضد المتظاهرين بأنها تدافع عن حدودها، متهمة حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة بمحاولة استخدام الاحتجاجات كغطاء لتنفيذ هجمات.وتفرض اسرائيل حصارا مشددا بريا وبحريا وجويا على قطاع غزة منذ اكثر من عقد، تاريخ سيطرة حركة حماس على القطاع. وتغلق السلطات المصرية معبر رفح البري الحدودي بين قطاع غزة ومصر منذ سنوات، لكن تفتحه استثنائيا للحالات الانسانية في فترات متباعدة.
وتقوم حماس ومجموعات فلسطينية أخرى بحفر أنفاق بين القطاع والخارج، تقول اسرائيل انها تستخدم لنقل الاسلحة، لكن يتم من خلالها أيضا نقل مواد وسلع أخرى الى القطاع المحاصر.وخاضت اسرائيل وحماس ثلاث حروب منذ 2008. ومنذ 2014، يطبق وقف هش لاطلاق النار على جانبي السياج الفاصل بين الدولة العبرية والقطاع.
ق.د/وكالات