وجّه السياسي النيجري البارز، و رئيس حزب ” تآزر الديمقراطيين من أجل الجمهورية “، كان كاداوري حبيب، رسالة إلى السلطات الجزائرية، قال فيها أنه يتطلّع إلى دور محوري للجزائر في منطقة الساحل. معبّراً عن امتنانه للبلد الذي درس في جامعاته لخمس سنوات كاملة، خلال الطور الجامعي.
و في رسالة نشرها على حسابه عبر ” فايسبوك “، في التاسع أفريل الجاري، استهلّ المرشّح الرئاسي السابق في النيجر بالقول ” اسمحوا لي أن أعبر عن إعجابي العميق بالجزائر، البلد الغني بالموارد الطبيعية والموقع الجغرافي الاستراتيجي والتنوع الثقافي والتاريخ المتميز. لقد سمحت لي السنوات الخمس التي قضيتها على هذه الأرض بتقدير الصفات الجوهرية التي تميزها عن جيرانها “. مضيفاً ” لا شك أن الله سبحانه وتعالى قد بارك الأرض الجزائرية، ومن المناسب أن نسافر إليها لنشهد ذلك “.
و استطرد حبيب ” ولكنني أود أن ألفت انتباهكم إلى مصدر قلق يتم إثارته في كل مناسبة: وهو ضرورة قيام السلطات الجزائرية بتطوير سياسة خارجية ونفوذ إقليمي يتناسب مع عظمة شعبكم “.
و أضاف السياسي النيجري ” على المستوى الجيو-اقتصادي والجيو-سياسي والجيو-استراتيجي، فإن الجزائر، على الرغم من امتلاكها إمكانات استثنائية، تكافح من أجل تأكيد وجودها، حتى في مواجهة الدول المجاورة الناطقة بالعربية أو تلك الواقعة في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، مثل مالي والنيجر “.
بلدان الساحل تنتظر دوراً أكبر من الجزائر
وفي هذه الديناميكية، من الضروري – يضيف المتحدّث – أن تتولى أمّـتكم دور الإلهام والشراكة لجيرانها الأصغر حجماً، من أجل تعزيز مناخ من الهدوء والتعاون داخل المنطقة.
و عاد المهندس الشاب (45 سنة) للحديث عن الأزمة الحالية في العلاقات الجزائرية المالية، التي افتعلتها الطغمة الإنقلابية في باماكو ” لسوء الحظ، فإن التطورات الأخيرة (..) تشير إلى ميل نحو الخلاف بدلاً من الصداقة تجاه أولئك الذين كان من المفترض أن يكونوا حلفاءً على المدى الطويل “.
مناشدة للسلطات الجزائرية
و عليه، وجّـه خرّيج جامعة البليدة نداءً للسلطات الجزائرية ” ومن هنا فإنني أتوجه إليكم، مناشداً الحكمة والعظمة والاهتمام التي تميز بها الشعب الجزائري دائماً، بأن ألفت انتباهكم إلى ما سبق. ومن شأن هذا أن يساعد في تخفيف الأزمة الدبلوماسية الحالية، والتي لا تضيف في نهاية المطاف أي قيمة مضافة للدول المعنية أو للأطراف الأخرى المعنية “.
و أكّد السياسي النيجري أنّ شعوب الساحل ” تتطلع إلى جزائر أكثر تأثيراً، وأكثر قدرة على قيادة المبادرات الإيجابية، وأكثر ميلا إلى تعزيز التوافق والتسامح. وهذا من شأنه أن يمكّننا من مواجهة التحديات المشتركة العديدة التي تواجهنا والتغلب عليها “.
في ختام رسالته، وجـه كان كاداوري حبيب رسالة شكر للقيادة الجزائرية ” أشكركم على اهتمامكم وآمل أن أرى الجزائر تلعب دورا محورياً في التقدم والوئام مع مالي والنيجر وبوركينا فاسو، الدول الثلاث (3) المتحدة في منطقة الساحل والصحراء “.
الجزائر كوّنـت 20 بالمائة من الكفاءات النيجرية
و كان نفس المتحدّث قد أكّد أنّ الجزائر كوّنـت بالفعل، ما لا يقلّ عن 20 بالمائة من الكفاءات النيجرية ذات التكوين العالي. مؤكّداً أنّ بلاده لن تستفيد شيئاً من العداء مع بُلدان كبيرة و جارة كالجزائر، و نيجيريا.
يوسف/ح