في الوقت الذي يتسابق فيه الكثير لشراء الكباش الكبيرة ذات القرون فارعة الطول أو الخرفان الطرية في عيد الأضحى المبارك فإن هناك فئة أخرى يتزايد عددها وطلباتها من سنة إلى أخرى بولاية قالمة على ذكر الماعز لأضحية العيد لما في ذلك من اقتصاد في الجيب وصحة في البدن.
قال عبد اللطيف رب عائلة بأنه كان فيما سبق لديه نظرة سلبية عن لحم الماعز بأنها ذات طعم سيئ لا يصلح للأكل لكنه يضيف بأن تلك النظرة تغيرت تماما بعدما تذوقها لأول مرة منذ 3 سنوات بإلحاح من أحد أصدقائه ما جعله يداوم على اقتناء ذكر الماعز المعروف محليا بـ البرشني في عيد أضحى. وأضاف ذات المتحدث بأنه أصبح أكثر تعلقا بلحم الماعز من أي وقت مضى بعدما وقف شخصيا على العديد من المزايا التي تتوفر عليها ومنها خلوها من الدهون والشحم الذي عادة ما يكون لصيقا بلحم الغنم مبرزا بأن لحم الماعز ليس لديها أي تأثير سلبي على معاناته من مرض السكري وزيادة نسبة الكوليسترول في الدم .
عادة متوارثة واسعار معقولة
أما السيد مليك وهو في سن 78 من العمر فيقول بأن شراء ذكر الماعز أو البرشني لأضحية العيد هي عادة ورثها عن أبيه كما أن كل العائلة تفضل لحم الماعز عن الغنم مشيرا إلى أن الماعز معروف لكونه لا يأكل إلا الزهرة والشجرة والثمرة ما يعني صفاء لحمه من كل أنواع الأمراض بنسبة 100 بالمائة.
وأوضح مليك بأنه زيادة على خلو الماعز من الأمراض والمخاطر الصحية التي توجد أحيانا في لحم الغنم بفعل اعتماد الموالين على بعض الأغذية والأدوية المسمنة فإن هناك ميزة أخرى تدفعه لاقتناء الماعز في عيد الأضحى وهي سعره المعقول بمقارنة بأنواع الماشية الأخرى.
وتتوفر ولاية قالمة على 11 نقطة لبيع الأضاحي بمناسبة عيد الأضحى المبارك تتوزع على كل من بلديات قالمة ووادي الزناتي وعين مخلوف وتاملوكة وحمام دباغ إضافة إلى بوحشانة ولخزارة وبوشقوف ومجاز الصفاء وحمام النبائل والركنية لكن ما يجلب الانتباه هو أن تزاد الطلب على صنف الماعز عادة ما يكون بأسواق حمام النبايل والركنية ومجاز الصفاء .
وحسب بعض عشاق الماعز فإن ما يفسر الإقبال المتزايد بهذه الأسواق الثلاثة على الماعز سواء جديا أو برشني هو النوعية الجيدة لهذا الصنف بهذه المناطق المعروفة بغطائها النباتي الغابي الكثيف الذي يتوفر خاصة على نباتات الضرو والزبوش والريحان وبعض النبتات الطبية الأخرى .
في حين يذهب البعض الآخر إلى كون الأسعار التي يعرض بها الموالون سلعهم من الماعز وخاصة بالأسواق المذكورة تعادل تقريبا نصف أو أقل من نصف الأثمان التي تباع بها خرفان الغنم أو الكباش ما يتيح حسبهم الفرصة لذوي الدخل الضعيف بتجسيد السنة النبوية من دون حرج وبما ستناسب مع دخلهم الشهري.
منافع صحية لا تضاهى
. وحول المزايا الصحية التي يقدمها لحم الماعز يقول الدكتور بوعلام بأن الكثير من الأطباء وقفوا فعلا على حقيقة أن هذا النوع من اللحوم مفيد للجسم وليس لديه تأثيرات سلبية على المصابين ببعض أنواع الأمراض وخاصة السكري وارتفاع نسبة الكوليستريرول في الدم عكس التأثيرات التي قد تسببها لحوم الغنم .
ويذهب ذات الطبيب إلى كون لحوم الماعز معروفة بنقص المواد الدهنية والشحوم وكذا نقص الكوليسترول مقابل ذلك فإنها تتوفر على نسب عالية من الحديد مقارنة ببقية اللحوم الأخرى وخاصة الغنم . وبعيدا عن المزايا الصحية أو الثمن المعقول فإن السيد نور الدين ذي الـ32 سنة
وهو متزوج جديد يقول بأن قيامه بشراء جدي صغير لأضحية عيد الأضحى المبارك ليس مرتبطا لا بسعره ولا بالامتيازات الصحية لكنه يعود إلى لذة هذه النوع من اللحوم حينما تكون مشوية على الجمر .