تونس تحرج السياح الجزائريين

ربط شريف مناصر نائب رئيس النقابة الوطنية للوكالات السياحية في الجزائر، إجراءات رفع أسعار الإقامة في الفنادق التونسية، ومحاولة طرد العائلات، بعودة السياح الأوروبيين إلى تونس خاصة من ألمانيا وإسبانيا.

وفوق ذلك يقول نائب رئيس النقابة الوطنية للوكالات السياحية «إن العديد من الفنادق التونسية قد وضعت تعليمات تقضي فيها برفض استقبال العائلات الجزائرية والتونسية، وهي تعليمات لم يعتد السائح الجزائري على رؤيتها في أغلب فنادق تونس».

ويضيف شريف مناصر «غيرت أغلب الفنادق التونسية تعاملها مع السياح الجزائريين منذ عودة السياح الأوروبيين، وأصبحت هذه الفنادق تفضل التعامل مع السياح الأوروبيين عوض السياح التونسيين والجزائريين». وعن أسباب هذا التفضيل وتهميش السياح الجزائريين والتونسيين يقول مناصر «المؤسسات الفندقية والسياحية أرجعت قرارها بوقف التعامل مع السياح الجزائريين بسبب سلوكيات هؤلاء التي أصبحت مرفوضة، على حد زعمها». وأكد في السياق ذاته «قيام الفنادق التونسية برفع أسعار الحجوزات بنسبة 30 من المائة، وشملت حتى تلك التي تم إجراؤها في وقت سابق بالأسعار القديمة».

خسائر بمئات الملايين

تؤكد بعض الوكالات السياحية التي عكفت على تنظيم رحلات جماعية للجزائريين إلى تونس كل صيف، وقوع أضرار في الأرباح وخسائر وصلت إلى مئات الملايين. ويعتبر ساعد جلول مدير وكالة رعد للسياحة والأسفار في حديث لعربي بوست: «بأن المعاملات الأخيرة لبعض الفنادق التونسية، أدت إلى عزوف الجزائريين عن الحجز وتغيير الوجهة، كما تم إلغاء عدد من الرحلات التي كانت مرتبة سابقاً». فالوكالة كما قال «ألغت حجوزات بأربعة فنادق بكل من الحمامات وسوسة، وبالتالي تم تقييم الخسائر مع العزوف المسجل بأزيد من 160 مليون بالدينار الجزائري». ويتخوف ساعد من تواصل عزوف الجزائريين خلال شهر أغسطس/آب 2018، وهو الشهر الذي عكفت الوكالة على تنظيم رحلات بعدد أكبر نحو تونس. من جانبه قال نائب رئيس النقابة الوطنية للوكالات السياحية في الجزائر شريف مناصر بأن العديد من الوكالات السياحية الجزائرية قد تكبدت مؤخراً خسائر تتراوح ما بين 200 و300 مليون سنتيم ». فبعض الوكالات كما قال «سبق وحجزت رحلات على متن طائرات تصل إلى 100 مقعد عن كل طائرة، غير أنها لم تتمكن من جلب السياح وملء هذه الحجوزات، بسبب العزوف وتأخر الإعلان عن نتائج البكالوريا».

تونسيون يرفضون

«والله نستحي من أنفسنا كتونسيين عملية طرد إخوتنا الجزائريين من السياحة في تونس وفرض الضرائب عليهم». بهذه العبارة كتبت حركة شباب تونس عبر صفحتها الرسمية بفيسبوك، بعدما أعابت قيام بعض الفنادق بطرد عائلات جزائرية وفرض زيادات، وضرائب. ويظهر شاب في فيديو وهو في حالة قيادة للسيارة، مشيداً بالدور الذي لعبه الجزائريون في رفع الغبن عن التونسيين بعد مساهمتهم في النهوض بالسياحة في بلدهم أيام الأزمة الأمنية والاقتصادية. ودعا الجزائريين إلى زيارة تونس، «فالشعبان واحد والبلدان واحد، والجزائري حينما يدخل تونس فهو ليس ضيفاً بل ابن البلد» كما قال.

تونس تحقق

فؤاد الواد مدير مكتب الديوان الوطني للسياحة التونسية، يؤكد لعربي بوست أن «ما أثير بشأن سوء معاملة الجزائريين وطرد بعض العائلات من قبل عدد من الفنادق كان محل تحقيق من قبل الحكومة التونسية التي لم تتوصل إلى أية تجاوزات». وقال بأن «وزارة السياحة التونسية ومباشرة بعد إثارة هذه القضية، فتحت مباحثاتها مع السفير الجزائري بتونس، وذلك بغرض الوصول إلى حقائق ما حدث، ومعاقبة الشركات الفندقية المتورطة». فؤاد الواد يؤكد «بأن التحقيقات لحد 19 يوليو/تموز 2018، توصلت إلى قيام فندقين بالاتصال بوكالتين سياحيتين في الجزائر وألغت الحجوزات، لأن تلك الوكالات لم تحترم توقيت الحجز، فالفنادق لها برامج حجوزاتها، فليس سعر من حجز في يونيو/حزيران، هو نفسه بالنسبة لمن حجز في أغسطس/آب». وفوق ذلك يضيف «لم تتلق الهياكل والمؤسسات التابعة لوزارة السياحة التونسية، أية شكاوى من قبل الجزائريين الوافدين إلى تونس، كما أن تونس قد حققت مع الطرف الجزائري إن كان هناك شكاوى رسمية عن سوء معاملة أو طرد». ويردف «كل الأبواب مفتوحة للجزائريين من أجل التبليغ عن أي تجاوز، أو سوء معاملة من قبل الإدارات الفندقية، فرغم أنها تسير من قبل الخواص إلا أنها تسير وفق دفتر شروط وقوانين الجمهورية التونسية».
وفند المتحدث أن تكون هناك أية تفضيلات بمجرد قدوم بعض السياح من الدول الأوروبية، بل بالعكس يضيف «فالامتيازات والتفضيلات التي يحظى بها الجزائري في تونس لا يمكن مقارنتها بغيرها». ودعا كل السياح الجزائريين داخل تونس، تقديم شكوى رسمية للهيئات المعنية من المصالح الأمنية أو مؤسسات وزارة السياحة في حال تسجيل أية تجاوزات من أية مؤسسة فندقية.

أطراف تحاول تشويه تونس في أعين الجزائريين

الفيدرالية التونسية للفندقة لم تبق صامتة لما أثير في شأن طرد فنادق لعائلات جزائرية وفرض رسوم زائدة تصل حد الـ30%. واتهمت الفدرالية أطرافاً بمحاولة تشويه وجهتها السياحية في عيون الجزائريين عن طريق الترويج لأخبار قالت بأنها كاذبة، وتحدثت بأن الفنادق ستفرض رسوماً على العائلات والأسر الجزائرية التي فضلت تونس لقضاء عطلتها الصيفية. ونفت نفس الهيئة تعرض عدد من العائلات الجزائرية للطرد من فنادق تونسية خلال الأيام القليلة الماضية أثناء تواجدها في تونس، إضافة إلى فرض رسوم إضافية تقدر بـ30 % على السائح الجزائري وقالت نفس الهيئة «إن الاتهامات الموجهة للفنادق التونسية كاذبة، مؤكدة بأن هناك جهات تحرك الشائعة إعلامياً بهدف الإساءة للوجهة التونسية للسياح الجزائريين، وأن الأسعار ثابتة وخاضعة للاتفاقات التي يحددها المتعاملون التونسيون والجزائريون ضمن اتفاقياتهم».

الشائعة.. لإقناعهم بالعودة

الكاتب الصحفي الجزائري قادة بن عمارة، وفي عمود له ، انتقد بشدة قيام أطراف بإطلاق إشاعة طرد عائلات جزائرية من فنادق في تونس. وكتب يقول «هنالك من يحاول إطلاق شائعات بخصوص وضعية السياح الجزائريين في تونس معتقداً أن ذلك هو السبيل الوحيد من أجل إقناع المواطنين بالعودة إلى بلدهم لقضاء الصيف هنا، وصرف ما لديهم من أموال بالداخل.. فالقريب أولى من الغريب!! وأضاف: «هذا الأسلوب لم يصمد طويلاً والجهات التي أطلقت شائعة طرد سيّاح جزائريين من فنادق تونسية سرعان ما انهارت روايتها وأدركت أن هذا الشكل من المنافسة “غير الشريفة” ليس مجدياً».
حتى الديوان العام للسياحة ومن يمثله بالجزائر -كما كتب- «يبدو أكثر إتقاناً لعمله من جهات رسمية في البلاد، وأكثر احترافية من الوزارة التي سوّقت في المدة الأخيرة لأسعار تنافسية بالفنادق الجزائرية لكن سرعان ما تبين أن ما يتم صرفه في تونس وتركيا مثلاً أقل بكثير مما تصرفه عائلة جزائرية اختارت تمضية العطلة بفندق في شرق أو غرب البلاد». وكتب أيضاً «تغيّر عدد كبير من وزراء السياحة في الجزائر ولم تتغير العقلية البالية في التعامل مع القطاع، كما لم نتخلص من نظرة اختزاله في سرير ومسبح، دون الانتباه لأهمية توفر معاملة جيدة ورقيّ في الخدمة وعقلانية في الأسعار». ليختم عموده بالقول «بدلاً من إطلاق الشائعات على جيراننا التوانسة من أجل استعادة السائح الجزائري لابد من مراجعة طريقة عملنا بالداخل، فنحن ما زلنا، حتى الآن، بعيدين تماماً عن إقناع أنفسنا بالبقاء هنا صيفاً وشتاء، فما بالك بالسائح الأجنبي؟!.

أترك تعليقا

لن يتم نشر الايميل الخاص بك