تسعى الجزائر، في اطار الحركية الاقتصادية التي تعرفها منذ السنوات القليلة الماضية الى تعزيز تواجدها في القارة السمراء عبر تجسيد وتمويل مشاريع تنموية ضخمة من أجل التضامن والتنمية في الدول الأفريقية، لا سيما منها تلك التي تكتسي طابعا اندماجيا أو تلك التي من شأنها المساهمة في دفع عجلة التنمية في القارة.
فبعد تخصيص الجزائر لمليار دولار لتمويل مشاريع تنموية في الدول الأفريقية، التي اعلن عنها رئيس الحكومة أيمن بن عبد الرحمن نيابة عن الرئيس عبد المجيد تبون خلال القمة الـ36 لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الأفريقي واين أكد أن هذه الخطوة تأتي “قناعة من الجزائر بارتباط الأمن والاستقرار في أفريقيا بالتنمية”.
تطمح الجزائر لتعزيز تواجدها الاستثماري في الخارج، بالأخص في دول جنوب الصحراء من أجل زيادة مصادر الدخل والاستثمار في العديد من القطاعات الحيوية، بعيدا عن النفط الخام أو مصادر الطاقة التقليدية.
كشف مؤخرا الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون عبر وسيلة إعلامية أجنبية ، أن الجزائر تمتلك 4 مشاريع هامة في إفريقياـ والتي تكتسي طابعا اندماجيا حقيقيا، ما جعل كل الدول بما في ذلك الأمم المتحدة تشكر الجزائر عليها.
وحسب ما أكده الرئيس تبون خلال الحوار الذي أجراه مع قناة الجزيرة القطرية، فإن الأمر يتعلق بمشروع نقل الألياف البصرية مع دولتي النيجر ونيجيريا، ومشروع أنبوب الغاز الذي ينطلق من نيجيريا مرورا بالنيجر والجزائر وصولا إلى أوروبا.
ايضا المشروع الثالث الذي يتمثل في التنقيب عن الغاز في النيجر، وكذا المشروع الرابع الذي يتعلق بإنجاز خط سكة حديدية يصل الجزائر بباماكو ونيامي.
نقل الألياف البصرية مع دولتي النيجر ونيجيريا
يبلغ طول خط الالياف البصرية العابر للصحراء الجزائر العاصمة-أبوجا 4.350 كلم، منها 2650 كلم عابرة للجزائر من الشمال الى الجنوب.
ويهدف مشروع الالياف البصرية تمنراست-عين قزام الى تأمين الشبكة في هذه الولاية، من اجل وضع حد للانقطاعات و ربط العديد من المناطق المعزولة بشبكة الاتصالات السلكية و اللاسلكية.
كما يطمح المشروع إلى رفع عرض النطاق الترددي بشكل يضمن للمواطنين خدمات ذات نوعية، مع السماح بالربط مع بلدان اخرى في اطار الشبكة العالمية للاتصالات السلكية و اللاسلكية
أنبوب الغاز الذي ينطلق من نيجيريا مرورا بالنيجر
قبل أكثر من 20 عامًا، انطلقت فكرة خط أنابيب الغاز النيجيري باتجاه الجزائر، مع توقيع شركة سوناطراك مذكرة تفاهم هي الأولى من نوعها، بهدف تنفيذ المشروع مع شركة النفط الحكومية النيجيرية في عام 2002.
ووفقًا للاتفاق، يمتد الخط من جنوب نيجيريا، مرورًا بدولة النيجر، وصولًا إلى الجزائر، بتكلفة أولوية بلغت -حينها- 13 مليار دولار، لنقل 30 مليار متر مكعب من الغاز النيجيري سنويًا إلى أوروبا، وتمر هذه الكميات من خلال الجزائر والنيجر.
ومن المقرر أن يمتد خط أنابيب الغاز النيجيري الجزائري (خط أنابيب الغاز العابر للصحراء) من حقول الغاز في دلتا نهر النيجر جنوبي البلاد، على مسافة 1040 كيلومترًا حتى الحدود الشمالية، ويمتد على مسافة 841 كيلومترًا في أراضي النيجر، وصولًا إلى ولاية تمنراست على الحدود الجزائرية.
التنقيب عن الغاز في النيجر
سبق وان أعلنت شركة سوناطراك الجزائرية سنة 2022 من عقد إتفاقية مع دولة النيجر لإستغلال حقل نفطي يتواجد في شمال النيجر وبمقربة من الحدود الجزائرية
وكانت سوناطراك، أجرت أول عملية حفر بئر استكشافية بحقل “كفرا” شمالي النيجر عام 2018، ما أظهر وجود احتياطات محتملة تقدر بـ 168 مليون برميل، إضافة لكميات من النفط الثقيل (لم يحددها)
وفي هذا السياق ، قد تبرم الجزائر عبر شركة سوناطراك إتفاقية في المستقبل القريب، للتنقيب عن الغاز في النيجر، ووفق ما أعلنه الرئيس تبون.
إنجاز خط سكة حديدية تصل الجزائر بباماكو ونيامي
يعنبر مشروع حيوي لتطوير شبكة السكك الحديدية الوطنية، ومدها إلى كل من تمنراست وأدرار أقصى جنوبي الجزائر، على مسافة تقارب الألفي كيلو متر، وتمتد إلى خارج الوطن باتجاه دول الساحل كالنيجر ومالي.