انطلقت الخميس بدءا من الساعة الثامنة والنصف (20.30 ) تظاهرة “دار دزاير” الثقافية في طبعتها الرابعة وفي أجندتها نشاطات ثقافية متنوعة بالمركب الأولمبي محمد بوضياف، تحت شعار”الجزائر تستضيف إفريقيا ” بالتزامن مع فعاليات الألعاب الإفريقية للشباب التي تستضيفها الجزائر.
تشهد الألعاب الافريقية الثالثة للشباب برمجة العديد من النشاطات الترفيهية و الثقافية، بغية الترويج والتعريف بالثقافة الجزائرية، ابرزها التظاهرة الثقافية التي تقام تحت شعار “الجزائر تحتضن افريقيا” حيث تتضمن عدة نشاطات ثقافية في اطار التظاهرة الأم “دار الدزاير”.
ولأن العرس افريقي خالص، فإن دورة الجزائر ستكون أبوابها مفتوحة لجمعية الطلبة الأفارقة الذي يزاولون دراساتهم العليا بالجزائر و قطاعات السياحة و الثقافة و ممثلين عن سفارات الدول الإفريقية المشاركة في المنافسة، بهدف العمل مع لجنة التنظيم.
أكدت سامية بن مغسولة ،مديرة الشباب بوزارة الشباب والرياضة في تصريح للإذاعة الثقافية أن هذه الطبعة التي ستكون مفتوحة للجمهور العريض والتي تزامنت وفعاليات الألعاب الإفريقية للشباب التي تستضيفها الجزائر سيتم فيها إشراك الوفود المشاركة في التظاهرة الرياضية ،كما سيتم تخصيص فضاءات للمشاركين الأفارقة لعرض منتوجاتهم الثقافية واستعراض فلكلورهم المحلي الذي يعكس زخم التنوع الثقافي للقارة السمراء.
وأضافت بن مغسولة أن تظاهرة “دار دزاير ” لهذه السنة ستكون مميزة وثرية بنشاطاتها الثقافية التي تعكس الموروث الثقافي الذي تزخر به الجزائر.
“شمس إفريقيا” بالجزائر
من جهة أخرى تميز حفل افتتاح الدورة الثالثة للألعاب الإفريقية للشباب الذي جرت وقائعه ليلة الأربعاء إلى الخميس، بملعب 5 جويلية الأولمبي، برسم صور ولوحات فنية كوريغرافية خلابة، ضمن عمل إبداعي تحت عنوان “شمس إفريقيا”، تجسد بفضل سواعد جزائرية، أظهر تاريخ وانجازات وطموحات قارة إفريقيا في عرس بهيج.
وكانت بداية الحفل الافتتاحي بدخول وفود الـ 54 دولة المشاركين، حسب الترتيب الأبجدي للحروف، قبل أن يدخل الوفد الجزائري وهو أكبر وفد مشارك إلى أرضية الميدان تحت التصفيقات والأهازيج التشجيعية من الجمهور الحاضر في المدرجات، والذي ضم عددا كبيرا من العائلات الجزائرية.
ليعلن الوزير الأول، أحمد أويحيى باسم رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، عن الانطلاق الرسمي لفعاليات الطبعة الثالثة للألعاب الإفريقية للشباب. فاسحا المجال بعد الانتهاء من الأمور البروتوكولية إلى الجانب الاستعراضي و الاحتفائي لحفل الافتتاح.
ويحاكي العمل الفني “شمس إفريقيا”، تاريخ إفريقيا وإنجازاتها المختلفة، عبر شخصية “السيدة الشمس”، التي أدت دورها الممثلة والمغنية ياسمين عماري، وهي شخصية رمزية، تعبر عن صوت الشباب الإفريقي وطموحاته، وتعد “السيدة الشمس” دليل العرض أين يلتقي السحر مع الواقع.
وتشكل هذا العرض الإبداعي من ثماني لوحات فنية، كانت بدايتها إبراز مكانة إفريقيا من الكون، عبر استعمال آخر تقنية لعرض الكون والتوجه نحو خريطة إفريقيا، جسده 50 راقص بأزياء معبّرة، بواسطة رسومات ولوحات فنية إفريقية مرفوقة بمؤثرات خاصة تحاكي مكانة إفريقيا في الكون مع ظهور المرأة الشمس، مظهرين مكانة القارة السمراء في تاريخ البشرية.
تميزت الانطلاقة بالألوان و الايقاعات الموسيقية التي امتزجت لتشكل فيسفاء جميلة، بأداء المغني “جميل”، الشهير بطابع “القناوي”، المُنبثق من عمق الثقافة الإفريقية، فضلا عن المغني “عزو”، المتخصص في طابع “الراب”، إضافة إلى ياسمين عماري، حيث تغنى الفنانون الثلاثة بتاريخ وجمال وواقع القارة السمراء.
وأبرز الكوريغرافيون الدور الذي لعبته إفريقيا في النهوض بمختلف العلوم، بمساهمة علمائها و مفكريها، من خلال لوحة فنية جمعت 100 فنان راقص مرفوق بعرض صور على الشاشات، منهم 54 يحملون أعلام للدول الإفريقية.
وتطرق الحفل الاستعراضي، إلى أهم الإنجازات التي حققها الأبطال الأفارقة في مختلف الرياضات الفردية والجماعية من خلال إبرازها في شاشات العرض العملاقة، المنصوبة بهذه المناسبة داخل ملعب 5 جويلية، الذي اكتسى بحلة بهيجة ترحيبا بشباب إفريقيا.
وأكدت تفاصيل العرض على نجاح شباب إفريقيا الذي يعد الكنز الحقيقي للقارة، عبر تجاوزه جميع الفوارق العرقية والدينية، بعرض وجوه لمختلف شعوب القارة، تعكس تعدد الجماعات العرقية الإفريقية، وتضمنت اللوحة الفنية سلسلة من الراقصين و عازفي إيقاع، مصحوبة بمؤثرات خاصة يرمزون للاتحاد بين الأفارقة، ومدى التنوع الثقافي للقارة السمراء.
الجزائر كانت وستكون دوما من أجل إفريقيا
وأشار “شمس إفريقيا”، أن الجزائر كانت وستكون دوما من أجل إفريقيا، عبر عرض شريط وثائقي يظهر مكانة و دور الجزائر الريادي في القارة الإفريقية، بقيادة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، الذي ساهم في التأسيس لإفريقيا اليوم، و تذكر الشباب الإفريقي خلال عرض السهرة تضحيات شخصياتها العظام التي ناضلت من أجل إفريقيا جديدة.
وكان للتراث الجزائري، نصيب من العرض، بواسطة لوحة فنية تعبر عن التنوع التراث الثقافي الفني للجزائر، بحضور فرق فلكلورية لكل جهات الوطن، وتبرز ما تتميز به الجزائر من مناظر طبيعية خلابة عبر تقنية الفيديو و المؤثرات الخاصة.
وقد تواصل الحفل بفسيفساء عرفت بالتراث الجزائري المتنوع، بحضور فرق فلكلورية من كل جهات الوطن، وتبرز ما تتميز به الجزائر من مناظر طبيعية خلابة عبر تقنية الفيديو و المؤثرات الخاصة، جعلت الحضور يتفاعل مع هذه المشاهد بشغف كبير.
ليكون الختام بلوحة عبرت عن الفرحة والبهجة، بظهور كل المشاركين في هذا العمل الفني مصحوبة بعمل إبداعي بتقنية الإضاءة، قبل إطلاق العنان للألعاب النارية، التي حولت سماء ملعب 5 جويلية في هذه السهرة الى كوكب من النجوم الزاهية، دفعت بجميع الحضور، من جمهور، صحفيين، رياضيين ومسؤولين، إلى استغلال الفرصة لالتقاط العديد من الصور التذكارية لهذه المشاهد التي ستبقى راسخة في ذهن كل الأفارقة.
وعرف العمل الفني الإبداعي “شمس إفريقيا”، المُصمم خصيصا لافتتاح النسخة الثالثة من الألعاب الإفريقية للشباب، مشاركة “جيش” من الفنانين والمبدعين الجزائريين الشباب هم، كتاب، كوريغرافيين، ملحنين، سينوغرافيين، مصممي ملابس، مُطربين، فرق فنية و فلكلورية، فناني البالي و الرقص، تقنيي الفيديو، الصوت والإضاءة، وذلك من إنتاج الديوان الوطني للثقافة والإعلام.
س.ت