باسطة عبد المنعم .. من متابعة أفلام المصارعة الهوليودية إلى بطل العرب في رياضة “المواي تاي”

اكتشف الشاب الجزائري، عبد المنعم باسطة ذو العشرين ربيعا، ميولاته في عالم رياضة “المواي تاي” مبكرا، وهو فن قتالي تايلندي مستوحى نسبة للغة التايلندية وترجمته الحرفية الى اللغة العربية هو الملاكمة التايلندية، كما تعود أصول هذا الفن القتالي إلى لعبة اسمها (الملاكمة البورمية)، هي لعبة تعتمد على الضرب بالايدي والارجل والاكواع والركب.

ينحدر الشاب عبد المنعم من ولاية تبسة وهو الإبن الكفيل لعائلة فقيرة، وذلك بفعل ضروف اجتماعية كان سببا فيها إهمال الوالد، بعد زواجه من إمرأة ثانية تاركا خلفه عائلة على عاتق مسؤولية الشاب عبد المنعم، الأمر الذي اضطره إلى التوقف عن الدراسة في مستوى الثالثة ثانوي، وبدأ مشواره الرياضي سنة 2013، وهو في عمر الحادي عشرة سنة.

يروي عبد المنعم عن بداياته الأولى في ولوج عالم هذه الأنواع من الفنون الرياضية التي شغفته حبا واستلهم الطاقة الكامنة لها، من الأفلام و حلبات المصارعة الأجنبية التي تبث عبر مختلف القنوات الفضائية، لينطلق من حي فايزي مع المدرب كوسة توفيق، والمدرب باسطة يونس، وزيغة علي، يجدد بعدها العزم ويرفع سقف طموحاته عاليا ويستعد لرفع مستواه مع مدربين صنعو أبطال هذه الرياضة، أمثال عبد المالك سيد علي بن عيسى و كريم فيراد و رشيد سبتي، لكن لم يقف عند هذا الحد، بل برزت إمكاناته واشتعلت شمعته بعد إنضمامه لنادي محاربي الصحراء، يحدد هدفه ويختص في فن و رياضة المواي تاي التايلندية.

و تعتبر أول مشاركة رسمية بمثابة الوقود الذي هيج الإرادة النارية، للرياضي عبد المنعم في بطولة الفول كونتاكت ويتحصل على لقب بطل الجزائر سنة 2015، ثم يتخصص في رياضة المواي تاي ويشارك بها سنة 2019، كتجربة أولية رفقة مدربيه، ولسوء الحظ لم يكسب أي لقب فيها، لكن لم يوقفه عجزه عن الضفر بالألقاب والميداليات، بل ازداد شغفه مع المواي تاي يتضاعف مع كل بطولة محلية أو دولية، حيث شارك في بطولة العالم سنة 2022 بالعاصمة أبو ظبي في دولة الإمارات العربية المتحدة، وباءت بالخسارة أمام منافس قوي من دولة كازخستان، في حين أن الضربة التي لم تقتل الشاب عبد المنعم، زادته إصرارا وقوة تحمله لدولة تايلندا رفقة المدرب سماعيل طالب صاحب الفضل الكبير في تعليم وتنشأة الرياضي الجزائري باسطة على فن المواي تاي الصحيح، ويشارك في أكبر تظاهرة التي أقيمت بتايلندا تحت شعار الفاير تاكس، ويترنح بفارق نقاط ضد تايلندي.

بعد تدريب مستمر طيلة شهرين، يحاول الملاكم عبد المنعم النهوض مجددا بعودته لأرض الوطن، يزاول تدريبه رفقة المنتخب الوطني الذي قدم له يد العون، وأعطاه دفعة قوية من جديد، لينال الدعم المادي والمعنوي، بالإضافة لتوفير أطباء أخصائين في التغذية الذين رافقو فريق محاربي الصحراء طيلة فترة التربص لينال الفضل بينهم في هذه الرياضة إبن مدينة كاراكلا.

يشارك مرة أخرى في رحلة رفقة محاربي الصحراء، لتمثيل الجزائر في بطولة المواي تاي بدولة الإمارات العربية المتحدة والقلب ينبض حبا للرياضة وأملا في تشريف الراية الوطنية الجزائرية، عرفت البطولة مشاركة 17 دولة عربية، خاصة بالوزن 60 كلغ، فتصدق مقولة بداية كل خيبة فشل نجاح عظيم، على الشاب عبد المنعم باسطة، الذي ذرف الدموع فرحا و فخرا يرفع العلم الجزائري عاليا في سماء أبو ظبي.

نجاح لم يأت من العدم، بل بعد منافسات شرسة خاضها مع فلسطين و موريتانيا و سوريا و دولة تونس، يسحق منافسيه جميعا، ويكسب الميدالية الذهبية بإحتلاله المرتبة الأولى عربيا ويصبح الشاب عبد المنعم صاحب الخيبات والنكبات الإجتماعية، بطل العرب ومفخرة الجزائر في رياضة المواي تاي العالمية.

بورتريه : سعيد طيباوي

أترك تعليقا

لن يتم نشر الايميل الخاص بك