في خطوة قد تُعيد تشكيل العلاقة بين صناع المحتوى والعلامات التجارية، أطلقت منصة انستغرام ميزة جديدة تُسمى “الشهادات”، تمكّن صناع المحتوى من كسب المال مقابل تقديم توصياتهم حول المنتجات والخدمات.
وكشفت شركة ميتا المالكة لمنصة انستغرام، أن هذه الميزة تسمح لصانعي المحتوى الحصول على الربح المادي من خلال التعليقات الإيجابية التي يتركونها على منشورات وإعلانات العلامات التجارية.
لم تعد التعليقات مجرد آراء عفوية كما كانت سابقًا، بل أصبحت الآن جزءًا من استراتيجية تسويقية مدفوعة، حيث أن التعليقات التي يتركها المؤثرون قد تكون جزءًا من حملة دعائية تجذب العملاء بشكل أكثر دقة، مما يثير التساؤلات حول مدى مصداقيتها.
وعلى الرغم من أن هذا النوع من التفاعل يمكن أن يكون مفيدًا للعلامات التجارية، إلا أنه قد يجعل من الصعب على المستهلكين التفريق بين الآراء الحقيقية والتوصيات المدفوعة.
ومع ميزة “الشهادات”، سيتعين على المستهلكين أن يكونوا أكثر حرصًا في تصديق التعليقات، حيث ستكون أكثر صعوبة في التمييز بين التوصية المدفوعة والرأي الشخصي.
وحسب شركة ميتا، فإن 40% من مستخدمي انستغرام يتأثرون بتوصيات صناع المحتوى أثناء التسوق عبر المنصة، وبذلك تصبح هذه الميزة ذات تأثير كبير على توجهات السوق وسلوكيات الشراء.
ولكن مع هذه الفرصة تأتي مسؤولية كبيرة على صناع المحتوى، الذين قد يواجهون خطر فقدان مصداقيتهم إذا قاموا بالترويج لمنتجات غير موثوقة.
كما تتطلب هذه الميزة توفر المصداقية المستمرة من المؤثرين أو صناع المحتوى، وتوخي الحذر في اختيار المنتجات التي يروجون لها، لأن التوصية بمنتجات لا تتناسب مع قيمهم قد تُلحق ضررًا كبيرًا بسمعتهم أمام متابعيهم.
إن ميزة “الشهادات” تمثل خطوة جديدة ومثيرة في كيفية تفاعل المؤثرين مع العلامات التجارية، مما يفتح أبوابًا جديدة للدخل والمكافآت المالية التي توفرها منصات التواصل الاجتماعي.
وفي المقابل، مع هذه الفرص الجديدة تأتي أيضًا مسؤوليات تتعلق بالشفافية والمصداقية، حيث سيحتاج كل من المؤثرين وصناع المحتوى والمتابعين إلى التكيف مع هذا النوع الجديد من التسويق.