“الوعدة”… عرف “ملزم” عند الجزائريين ؟

لازالت الوعدات عرفا متوارثا عبر قرانا ومداشرنا وفي مختلف ربوع وطننا الشاسع إذ تعد موعدا شعبيا تقليديا لا جدال فيه كما انها رمز للتآخي والتصالح وإطعام الفقراء والمساكين بالأطباق التقليدية على غرار الكسكسي كما يتم فيها الذكر وقراءة القرآن وتقديم المواعظ الدينية بحيث تشتمل على الكثير من الأشياء الإيجابية مما جعلها تحصيلا حاصلا تتمسك به العائلات عبر العديد من ولايات الوطن.

استقطبت وعدة أهل الواد السنوية ببلدية أولاد خالد بولاية سعيدة التي انطلقت فعالياتها يوم السبت الماضي جموعا غفيرة من الزوار الذين قدموا من عدة ولايات لإحياء هذه التظاهرة التقليدية حسبما لوحظ.

وتميزت هذه التظاهرة المنظمة بمنطقة حمام ربي (12 كلم عن عاصمة الولاية) بإقامة حلقات لقراءة القرآن الكريم والذكر. كما استمتع الجمهور بعروض للفنتازيا تفنن فيها العشرات من الفرسان قادمين من ولايات وهران وسيدي بلعباس وعين تموشنت ومستغانم.
وتخلل هذه العروض عدة نشاطات ترفيهية وفولكلورية مع عرض لبيع حلويات تقليدية مختلفة. وتم بالمناسبة أيضا إكرام الضيوف الحاضرين بتقديم طبق الكسكسي التقليدي.

وأبرز أحد منظمي هذه الوعدة السنوية المتوارثة أبا عن جد أن الهدف من إقامة هذه التظاهرة هو خلق جو من الألفة والمحبة بين الناس. ويرجع تنظيمها إلى أزيد من قرن من الزمن وفقا لنفس المصدر الذي أكد مدى الدور الذي لعبته هذه التظاهرة في الإصلاح بين العديد من المتخاصمين.

وعدة سيدي عبد الرحمان…موعد للتصالح بتيسمسيلت

تشكل وعدة الولي الصالح سيدي عبد الرحمن بمنطقة المخالدية ببلدية لرجام (تيسمسيلت) موعدا سنويا للتصالح والتآخي. وتعد هذه الوعدة التي انطلقت مساء الجمعة الفارط وتعرف عند أبناء المنطقة بوعدة عرش المخالدية فرصة لالتقاء الأهل والأقارب وأبناء العرش لفض الخصومات والنزاعات ما بينهم وإصلاح ذات البين. كما تقام بالمناسبة حلقات ذكر القرآن الكريم والتسبيح بحضور كبار عرش المخالدية وأئمة المساجد وحفظة كتاب الله إضافة إلى عقد جلسات للتناصح والاستماع إلى السيرة الذاتية للولي الصالح سيدي عبد الرحمان .

وتتميز هذه التظاهرة الشعبية باقامة العديد من الأنشطة تطبعها عروض الفنتازيا إضافة إلى تقديم استعراضات فلكلورية متنوعة تمتزج فيها الغايطة والبندير والبارود إلى جانب الألعاب التقليدية منها التبارز بالعصي. والاستماع إلى القوال (شاعر الملحون). كما يتم نصب الخيام لاستقبال الضيوف القادمين من عدة ولايات من الوطن والذين تقدم لهم أكلة الكسكسي.
ويشهد هذا الموعد الشعبي انتعاشا كبيرا لتجارة البضائع التقليدية وذلك من خلال انتشار فضاءات الباعة المتجولين من عدة ولايات مجاورة .

أترك تعليقا

لن يتم نشر الايميل الخاص بك