المسرحي وليد جبال لـ “اللقاء”: أشارك في مهرجان مسرح الهواة بمستغانم بمسرحية “كابورال”

* المسرح الراهن لا يؤدي دوره المطلوب في عكس هموم وألام المجتمع.
* نحن بصدد خلق نشاط مسرحي جديد غير اعتيادي متمثل في مسرح الشارع .

حاورته رادية مراكشي

بالتزامن مع فعاليات الطبعة الـ 51 للمهرجان الثقافي الوطني لمسرح الهواة المتواصلة بمستغانم بمشاركة 12 فرق مسرحية قدمت من مختلف مناطق الوطن اتصلت ” اللقاء” بالفنان وليد جبال عضو “تعاونية المسرح بدون حدود” ببلدية برج منايل التي تقدم ضمن المنافسات مسرحية “كابورال”.التي دشنت العروض المسرحية، أمسية الجمعة ، حدثنا الفنان جبال عن هذا العمل وعن واقع الفن الرابع بالجزائر .

وذكر المتحدث أن بلادنا تمتلك كتابا جزائريين ،كتبوا أسمائهم في دفاتر التاريخ بأقلام من ذهب ،على غرار “كاتب ياسين ” و ” مولود فرعون” إلا انه وللمفارقة فان المسرح الجزائري يعاني حاليا من أزمة نص خانقة مما أدى إلى اقتباس النصوص .
وأشار المتحدث من جهة أخرى إلى أن المسرح القديم أدى دوره في تغيير سلوكيات الفرد بعد مشاهدته.

– اللقاء: كيف عرف المسرح طريقه اليكم؟

وليد جبال : عرف المسرح طريقه إلينا من خلال فرقة “مسرح السنجاب “التي يرئسها فنانا القدير والذي يعد من الأسماء البارزة في المسرح الجزائري “عمر فطموش “.بعدها قررت انأ و شلة من الأصدقاء تأسيس فرقة جديدة أطلقنا عليها اسم ” تعاونية المسرح بدون حدود ” وكانت تظم خمس مؤسسين وهم : رفيق بلحاج رئيس التعاونية – رفيق فطموش نائب الرئيس – وليد جبال رئيس المالية – محمد عزازني الأمين العام – إسلام رباعي عضو رئيسي في التعاونية .

– هل من موصفات معينة لاختيار ممثلين للعمل معكم ؟

في اغلب الاحيان لا نعتمد على ممثلين جدد بل نعتمد على اعضاء فرقتنا ،بحكم انا ممثلين في نفس الوقت ، وإذا اقتضت الحالة اشراك ممثلين في أي عمل جديد لنا يكون ذالك حسب حاجة المشهد لا اكثر .فالمشاركين الجدد لابد من ان يختصوا في مجالات التي لا نعملها . فمثلا مرات هناك مشاهد تقتضى منا وجود راقصين مما يضطرنا الى اشراك راقصين في العمل خلاصة ذالك اننا نلجأ الى ممثلين في المجلات التي لا نستطيع الابداع فيها .

– ما هي الاعمال التي جسدتها وتعتز بها وتركت بصمة لدى المشاهد ؟

يصمت قليلا و يقول مسرحية ” وصمة عار ” فقد اثرت فينا كثيرا ،وهي من إبداع “رفيق فطموش ” نصا وإخراجا. وقد تطرقت إلى موضوع ” السيدا ” والذي يعد من الطابوهات والتي يتجنب الكثير الخوض فيه . وقد شاركنا بها في المهرجان الوطني لمسرح الهواة سنة 2014 م ونلنا من خلالها المرتبة الثالثة .
أيضا مسرحية “بوزيان لفحل” لكاتبها الأستاذ “عمر فطموش” و إخراج الممثل والمخرج “أحسن عزازني” والتي تحدثت عن الثورة الجزائرية وقد جسدنا فيها دور المجاهدين وكبار الثوريين .

نحن نعتز بهذا النوع من المسرحيات نصا وعملا ومن خلال هذا المنبر ندعو الى تثمين هذا نوع من هذه المسرحيات .

– أخر نشاطاتكم المسرحية ؟

اخر نشاط هو مسرحية “كابورال” من نص وإخراج ” رفيق بلحاج ” التمثيل : وليد جبال الدور الرئيسي وبطل المسرحية – إسلام رباعي – إسماعيل ديشو – رفيق بلحاج – فارس حجرس – محمد خلف الله ممثل و كوليغراف المسرحية ، وفي الموسيقى: علي بوسبعي ،وفي الإضاءة بلال ايت قاسم .

-ألا ترى معي أن الفضاء الإعلامي المفتوح قد قلص من الإقبال الجماهيري عن المسرح ؟!

نعم .. على حسب فإذا أخذنا نقطة الفضاءات والساحات التي تخلقها القنوات التلفزيونية خاصة منها القنوت الجزائرية الخاصة والتي تدخل كل البيوت دون استئذان فهي تلامس زهاء 40 ملون مشاهد جزائري ولا تنسى المشاهد العربي على عكس المسرح الذي لا يسع إلا ل 700 أو 800 مشاهد إلا انه قد يؤثر إيجابا على الإقبال الجماهيري للمسرح من خلال بث مسرحيات عبر شاشات التلفاز.

-ما هو الافضل في خلق التأثير والتواصل مع المتلقي ،المسرح الشعبي أو مسرح النخبة ؟

من وجهة نظري المسرح الشعبي لان المسرح الشعبي هو مبعث لمسرح النخبة.فكل من يريد الوصول الى مسرح النخبة لابد له ان يمر على المسرح الشعبي ، فالمسرح الشعبي ليس به حواجز كبيرة بينه وبين الجمهور وبين المتلقي .وكلاهما يتركان طابعا حسيا وذوقيا لدى المتلقي لكن المسرح الشعبي قد يفوق مسرح النخبة .
صراحة كما نعرف اننا مجتمع ليس معرب كفاية لكي نستطيع فهم كل المواضيع التي يتطرق اليها المسرح بالفصحى ايضا المسرحيات التي تكون بالعربية الفصحى غالبا ما تكون كلاسيكية جدا وجديدة على المتلقي فيصعب عليه فهمها . لذى فالجمهور تستسيغ و يتأثر بمسرح اللغة الدارجة .

– من اين تتلقى الفرق دعمها المادي والمعنوي ؟

كما معلوم كل الفرق تتلقى دعمها المادي من طرف السلطات المحلية ومن دار الثقافة وهذا هو حالنا بالرغم من عد كفايته .
وفيما يخص الدعم المعنوي فنحن ندعم انفسنا او بعضنا البعض. لنحفز بعضنا لتقديم الافضل من اجل النجاح والاستمرارية وعدم اليأس للوصول الى مجد . والحمد لله رصيدنا المسرحي يشهد على ذالك وهذا ما اهلنا للمشاركة في عدة مهرجانات .

ما نقدك للمسرح الجزائري اليوم ؟ “نصا – عرضا” ؟

للأسف فالمسرح الجزائري يعاني من ازمة نص خانقة مما جعل العديد من الفرق المسرحية المشاركة في مهرجانات للمسرح المحترف بمسرحيات مقتبسة من كتاب اجانب . مما جعل وزير الثقافة في احد المهرجانات يلقي يقي خطابا و يؤكد ب إلزامية المشاركة بنصوص جزائرية و أشار إلى أننا نملك كتابا جزائريين كتبوا اسمائهم في دفاتر التاريخ بأقلام من ذهب على غرار “كاتب ياسين ” و ” مولود فرعون” .

هل يؤدي المسرح الراهن دوره في بلادنا ؟

حسب اعتقادي ان المسرح الراهن لا يؤدي دوره المطلوب في عكس هموم وألام المجتمع. على عكس المسرح القديم.مما ادى الى دوره في تغيير سلوكيات الفرد بعد مشاهدته للمسرحية نظرا لقوته وحبكته الفنية وبراعة معالجته للمواضيع مما جعله يلامس نفوس الافراد .مثل ما حدث في بلجيكا اين تمكن من التأثير على الشعب وإحداث ثورة من خلال نقل مبادئ وتوصيل رسائل عبر مسرحية.

– هل تفضل ان تكون كاتبا أم مخرجا ؟

طبعا افصل ان اكون كاتبا.

– من هم المسرحيون العرب والغربيين الذين أثروا بك ؟

بالنسبة للعرب هو الممثل المصري “عادل إمام والجزائري “عثمان عليوات” و “صالح اقرورت” أما الغربيين الكاتب ” يونيسكوا” .

– ما هي الأعمال التي تعتز بها وتركت بسمة لدى المشاهد ؟

هي مسرحية – وصمة عار – و مسرحية – بوزيان لفحل .

– ما هي المشاكل التي تعترض طريقكم ؟

طبعا المشكل في غالب الاحيان يكون مشكلا ماديا لان نحن نمول العروض المسرحية بأنفسنا بفضل أعضاء التعاونية وذالك في ظل شح التمويل .

ما هي خططكم للأنشطة المسرحية القادمة ؟

نحن بصدد خلق نشاط مسرحي جديد غير اعتيادي متمثل في مسرح الشارع والذي غير موجود في بلادنا.

ما هي أهم المسرحيات واهم المشاركات ؟

“مسرحية الحملة ” في 2012 مع تعاونية مسرح السنجاب .ثم مسرحية “وصمة عار” في 2014 أيضا مسرحية ” تأشيرة الموت “في 2015 كما لا ننسى مسرحية ” بوزيان لفحل” في 2016 وفي هذه السنة مسرحية” كابورال “.
اما فيما يخص المهرجانات فقد كانت لنا 3 مشاركات في المهرجان الوطني للهواة بمستغانم ب مسرحيتين داخل المنافسة مسرحية “الحملة “والتي تحصل من خلالها زميلي “رفيق فطموش ” على جائزة أحسن ممثل واعد ، و مسرحية “وصمة عار” التي افتككنا بها المرتبة الثالثة و مسرحية “تأشيرة الموت” شركنا بها خارج المنافسة.ايضا كانت لنا مشاركة في مهرجان بجاية الدولي للمسرح بمسرحية “بوزيان لفحل”. ايضا مشاركتنا الحالية بمهرجان الوطني للهواة بمستغانم . بمسرحية “كابورال”.

– حدثنا عن مشاركتكم في مهرجان مستغانم؟

تعد مشاركتنا الرابعة في المهرجان الوطني لمسرح الهواة بمستغانم داخل المنافسة وقد كان اول عرض لمسرحيتنا يوم الجمعة 13 جويلية 2018 بمسرحية “كابورال” والحمد لله لاقت اعجابا جماهيريا كبيرا.

حدثنا عن مسرحية” كابورال” و عدد المسرحيين الذين شاركوا فيها ؟

شارك في مسرحية “كابورال” 6 ممثلين شباب وتقني في الاضاءة وتقني في الموسيقى. فقد كانت نصا وإخراجا لرضا بالحاج. الدور الرئيسي في المسرحية وليد جبال الذي يؤدي دور رائع في هذه المسرحية ،فهو يحكي معاناة شاب جزائري له شهادة جامعية لكنه لا يجد عمل بسبب مشكل بطاقة الاعفاء من الخدمة الوطنية مما يؤدي به الى اللجوء الى ثكنات الجيش .ايضا يروي لنا حياته العاطفية والهواجس التي يلاقيها
مساعد المخرج اسلام رباعي والذي ادى دور فعال في تسليط الضوء للمشاهد القيمة و التي من خلالها رسمنا بعض الصور التي يعاني منها الشاب الجزائري. أيضا مشاركة إسماعيل قشو بدوره المتميز .أيضا فارس حجرس ممثلا وراقصا في نفس الوقت وقد لعب عدة ادوار في هذه المسرحية فهو ممثل محترف و متميز ايضا خلف الله محمد ممثل وراقص وأيضا كوريغراف هذه المسرحية وقد ابدع في خلق في هذه المسرحية.

– احكي لنا عن دورك في المسرحية؟

تقمصت الدور الرئيسي في المسرحية و هو ” كابورال” بحد ذاته يحكي هذا الدور على شاب يحب فتاة ويريد الزواج بها فينهي دراسته في الجامعة ، ويذهب إلى ولد الفتاة لكي يطلب يدها منه إلا ان طلبه قوبل بالرفض بسبب عدم تمكنه من الحصول على وضيفة عمل بالرغم ما امتلاكه لشهادة جامعية . فيبدأ الشاب رحلة البحث عن عمل فيقابل دوما بالرفض بسبب عدم امتلاكه للبطاقة العسكرية فيجد نفسه مجبرا على الانخراط الصفوف العسكرية. وفي الاخير يضحي بحبه من اجل الوطن.

-ما هو رأيك بمستوى المنتخبات العربية في كاس العالم ؟

مشاركة المنتخبات العربية في كاس العالم للأسف كانت جد هزيلة و كارثية. لان سقف طموحها لا يتعدى المشاركة في كاس العالم . فهي تشرك من اجل المشاركة فقط.

– كلمة ختامية

شكركم على هذه الالتفاتة الطيبة. وانتم مدعوون لحضور عرض “كابورال” .وأتمنى التوفيق إنشاء الله .
أيضا لا انسي أن اشكر صديقي ورفيق دربي أخي رفيق بلحاج كاتب ومخرج المسرحية الذي امن بقدراتي وموهبتي و أعطاني فرصة المشارك بالدور الرئيسي و أكون بطلا لمسرحية “كابورال” .

أترك تعليقا

لن يتم نشر الايميل الخاص بك