يعتبر الحديث عن المرأة السجينة في الجزائر من الطابوهات أو المحرمات لعدة اعتبارات منها شرف العائلة خصوصا وأننا في مجتمع لا يرحم ولا يعرف أن الكثير من الناس من يدخلون السجن دفاعا عن الشرف أو من أجل قضايا (شيك بدون رصيد) .
أصبح العديد من الأزواج يكتبون الشركات بأسماء زوجاتهم ثم يقترضون المال ويجبرون زوجاتهم على توقيع شيكات بدون رصيد ليلوذوا بالفرار فيما بعد ويبقى الدائنون يطاردون الزوجة مطالبين بمستحقاتهم المالية لتصل القضية فيما بعد إلى المحكمة ويحكم على الزوجة بالسجن إلا أنه والجدير بالذكر أيضا أصبحت النسوة تسجن من أجل قضايا ترويج المخدرات وإنشاء بيوت الدعارة أو الانتماء إلى جماعة أشرار.
دافعت عن شرف أمها فكان الرفض العائلي مصيرها
من بين الجزائريات اللائي دخلن السجن الآنسة (ز. ت) تبلغ من العمر25 سنة أقدمت على قتل شاب دفاعا عن شرفها بدأت القصة في25/8/2006 وفي حدود الثانية زوالا عادت الفتاة إلى منزلها من مركز التكوين المهني وحين دخلت المنزل وجدت شابا يحاول الاعتداء جنسيا على أمها التي كانت وحيدة. فحملت الشابة سكينا من المطبخ وغرسته في صدر المعتدي الذي وقع قتيلا وبعد البث في الموضوع صدر في حقها قرار بالحبس سنتين لأن الجريمة كانت دفاعا عن النفس.
ورغم أن الآنسة(ز. ت) ارتكبت الجريمة دفاعا عن شرف عائلتها إلا أن (النيف) تسبب في تبرّئها منها فور الزج بها في السجن لأنها أصبحت تجلب العار لهم الشابة لم يزرها أحد طوال فترة سجنها بل تطور الأمر لأكثر من هذا ورفضوا وجودها بينهم بعد خروجها من السجن ما دفع بها إلى الارتماء في أحضان الشارع واتخاذ الأكواخ مأوى لها فامتهنت الدعارة لكسب لقمة العيش.
دسوا لها السم في أكلها خلال الزيارة
من جهة أخرى روت لنا الأستاذة المحامية (ليلى.ن)عن الآنسة صفية البالغة من العمر 22 سنة من العاصمة والتي تعرفت على شاب وأصبحت تواعده تقدم لخطبتها مرتين فرفضته عائلتها بحجة أنه بطال لا يستطيع أن يدفع لها مهرها ولا حتى توفير العيش الكريم لها فأصبحا يروجان المخدرات معا عساهما يجمعان المال لبناء بيت الحلال.
وكرهما السري كان غابة بينام وتحت إحدى الأشجار كانا يدفنان البضاعة إلى أن داهمت مصالح الدرك الوطني المكان وألقت عليهما القبض فصدر بحقهما حكم بالسجن لمدة خمس سنوات بتهمة حيازة المخدرات وترويجها.
لم يتقبل أشقاء الفتاة الأمر فعقدوا العزم على قتلها والطريقة الوحيدة في ذلك دس السم في الأكل الذي تأخذه الأم لها حين تزورها يومي الأحد والأربعاء وفعلا وصل الأكل المسموم إلى الفتاة التي تناولت منه لكن الأقدار شاءت أن يطال في عمر الفتاة التي نقلت على جناح السرعة إلى المستشفى.
وبعد قيام الفريق الطبي ببعض التحاليل لها تبين أن أكلها مسموم وبعد التحقيق في الأمر اعترفت الأم بفعلتها التي أجبرت عليها من طرف أبنائها وحكم عليها بـ 7 سنوات سجنا بتهمة الشروع في القتل مع سبق الإصرار والترصد وهكذا أصبحت هناك مجرمتان في العائلة عوض واحدة.
انتقمت لشرفها وكرامتها ففقدت أبناءها
أما السيدة (ف. و) البالغة من العمر42سنة ممرضة بإحدى العيادات بوهران أم لطفلين وزوجة لشرطي يضربها يوميا صباحا ومساء وكان الضرب بالنسبة له دواء يجب أن تواظب عليه زوجته.
لم يكتف بهذا بل كان زير نساء يتنقل من امرأة لأخرى وكان يغيض زوجته بما يفعل ويردد لها نفس العبارات دوما (لا تتدخلي في شؤوني وأبقي في بيتك مع أولادك تأكلين وتشربين) ووصل الأمر إلى أن يزني مع النساء في الشوارع نهارا ويأتي ليغتسل من جنابته في المنزل مساء وعلى مرأى من عينيها.
لم تحتمل الزوجة ذلك وفي أحد الأيام وحين ملأ الزوج دلو ماء ليستحم استبدلته هي بدلو مملوء بروح الملح حتى تحرقه عمدا وفعلا احترق الزوج وبلغت درجة حروقه الدرجة الثالثة. وبعد المحاكمة حكم عليها بالسجن سنتين فاتهمها أهل زوجها بالجنون مثل والدتها حتى يلبسوا ابنهم ثوب الضحية وهي ثوب المجنونة المجرمة.
ولم يكتفوا بهذا بل أخذوا أبناءها منها عنوة بعد أن خرجت من السجن وطلقها زوجها لتجد نفسها في الشارع فيما بعد وهي الآن بالعاصمة تبيت في حديقة صوفيا بالبريد المركزي.