الفنان الفوتوغرافي كريم موساوي ل “اللقاء”: أن تكون فنان يعني انه بإمكانك أن تعيش فقير وقد لا تجد ما يكفي لسد حاجاتك

*على الجمهور اقتناء صور ولوحات تعكس جمال بلادهم بدل شراء صور مستوردة من الصين

حاورته : رادية مراكشي

الحديث مع الفنان المبدع كريم موساوي شيق وله نكهة خاصة مطعمة بعبق الإبداع والبراعة التي يجسدها بحديثه وبصوره الرائعة التي تفنن في التقاطها واختيار مواضيعها طيلة عقود، فهو مصور مبدع بأعماله، عشق مداعبة آلة التصوير منذ الصغر ليتحدى الإعاقة ويلتقط أجمل الصورة لاماكن سياحية ومناظر خلابة لبلدنا الحبيب، أظهرت لنا مدى إبداعه وبراعته واحترافيته .

فعند تأملك لصور الأماكن التاريخية ستسرح مخيلتك بعيدا وكأن الزمن يطلب منك التوقف لتستنشق نسيم الماضي … ببساطة عدسته لا تلتقط الصور فقط بل إحساسه المصاحب لها … ومن خلال دردشتنا معه في هذا الحوار مع “اللقاء ” أكد أنها ليست جمادا بل هي حياة وواقع .

اللقاء : من هو كريم موساوي؟

كريم موساوي : كريم موساوي ابن حي سوسطارة الشعبي بالعاصمة ، لدي مستوى نهائي شعبة العلوم ، بعد اقتناعي أن مستقبلي ليس مرتبط بالدراسات الجامعية ،قررت التوجه إلي المجال الفوتوغرافي ،فقمت بتكوين وتحصلت على شهادة في التصوير الفوتوغرافي. واجهت عدة صعوبات لإيجاد منصب عمل شغل في مجال التصوير فعملت كمساعد بناء لعدة سنوات ،بعدها وقع لي حادث مما جعلني امكث في الإنعاش لمدة تجاوزت 3 أشهر، لكن وبمشيئة الله ومن خلال الإرادة تجاوزت المرحلة ، صحيح أني أصبحت شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة إلا إني احمد الله على ذالك.

أيقنت أن حبي وشغفي هو التصوير مما جعلني أعاود الرجوع إليه، حاولت إيجاد منصب عمل كمصور صحفي لكن للأسف لوقيت بالرفض.فقمت باستئجار طاولة وبجانب الجامعة المركزية بالعاصمة ، أين قمت بعرض الصور التي التقطها و أقوم بتعديلها كما أقوم بكتابة بعض النصوص ودمجها مع الصورة محاولة التعبير عنها أو التعريف بها .فكان هذا هو دخلي الوحيد بعد بيعها . غالبا ما أتلقى صعوبات في القيام بعملي خاصة أثناء تنقلي لاماكن لا اعرفها خوفا من تعرضي للسرقة أو صعوبة الأماكن التي اعمل عليها لاكني أحاول تجاوزها والتكيف مع ظروف العمل… يتنهد ثم يقول والحسرة و الأسف تغمره ” أحب هذا العمل لكن للأسف هو لا يكفيني لسد حاجاتي الاساسية خاصة و انا رب عائلة ولي بنت ” يتحدث عنها بحب وبعيونه بريق وأمل لغد افضل لتحسين حالته الاجتماعية لتوفير حياة كريمة لها لأنه لا يتمنى ان تعاني او تشعر بالحاجة .

كيف كانت بدايتك مع العدسة أوالفن الفوتوغرافي بشكل عام؟

عشقت التصوير منذ الصغر، وفي سنة 1993 م التحقت بمعهد للتكوين تعلمت من خلاله تقنيات ومبادئ هذا الفن ، فتحصلت على شهادة في فن التصوير الفوتوغرافي بعد 8 أشهر من التكوين ، وبعدها بسنوات قمت بتكوين أخر في الانفوغرافيا وذالك من اجل إعطاء لمسة عصرية وجمالية أكثر للصورة وذالك بتعديل بعض الهفوات وتجميلها أو إزالة بعض الأخطاء أو الأشياء الغير مرغوبة للحصول على صورة أفضل. لم أتوقف لهذا الحد فانا أقوم بالاطلاع على أخر المستجدات فن التصوير من آخر التقنيات الجديد المستعملة في التصوير واليات معالجة الصورة خاصة في ظل التطور التكنولوجي .

هلا حدثتنا عن حكايتك مع الصورة وما أهم المراحل التي اجتزتها لتتعاط مع الصورة كما أنت الآن؟

رغبة مني في التميز والإبداع، كما أحاول قدر الإمكان وضع لمستي الخاصة في الصور الملتقطة والحمد لله فقد نجحت في ذالك إلى حد بعيد، فانا لا أحبذ التقليد و دائما أحاول القيام بأشياء لم يسبقني لها غيري . للأسف تعرضت عدة مرات لسرقة صوري واستخدمت بدون إذني سواء من خلال نشرها أو استغلالها لصناعة يوميات أو استعمالها لأغراض أخرى.

بالعودة إلى بداياتك من هم المصورين الذين لفتوا نظرك واستنبطت أفكارك منهم ؟

لا احد .ف أنا لست على اطلاع عليهم . يوميا التقي بصورة جميلة وتثير انتباهي أو إعجابي لكن لا اهتم كثيرا بصاحبها.فالشيء الذي يجذبني فقط الصورة

هل فكرت في عقد دورات تكوينية عن التصوير للمبتدئين في هذا المجال ؟

لا فانا لا أفكر بذالك لأني لا املك تقنيات إيصال المعلومة للأخر.

خلال مسيرتك مع الصورة ربما الآلاف أو عشرات الآلاف ما هي ابرز الصور التي أثرت فيك وتركت لديك إحساس خاص ؟

“الصاعقة” أين تتجلى قدرة الخالق في الكون و إمكانياته في ثواني قليلة ومعدودة فقمت بالتقاطها ثم عدلتها
ازيدك انه أثناء مكوثي بالمستشفى رافقتني هذه الصورة وكانت مصدر قوتي فقد طلبت منهم إحضارها لي وتعليقها بجانبي .
المتأمل لصور وطبيعة اللقطات يجدها قد التقطت بخصوصية تامة وبطبيعة حرفية خاصة، وكأن ثمة شروط إبداعية أساسية تتحكم بهذه اللقطة وهذا يجعلنا نتساءل ما الطبيعة الإبداعية أو الحرفية التي تعتمدون عليها في إنجازاتكم؟
والله أنا فقط تشد انتباهي الصور وأحاول إيصالها كما أراها .

كيف تجدون مدى تقبل إصداراتكم من حيث الحضور أي كيف تتعامل الناس مع صوركم ؟

صوري تلقي إعجاب خاصة من قبل الأجانب والحمد لله . أتذكر انه لما كنت في حديقة بجانب الجامعة المركزية بالعاصمة وإذ ب أجنبي كندي أعجب كثير بالصور وقام باقتنائها جميعا وقام بتشجيعي، بعكس الجزائريين فاغلبهم يعتبرونه شيء تافه وانه هدر للمال .
كما أتلقى دائما تشجيع من طرف المؤسسات لكن للأسف فقط يرغبون باستغلال اعمالى لصالحهم وبدون مقابل .

هل سبق لك وشاركت في معارض للتصوير الفوتوغرافي سواء بالجزائر أو خارجها؟

نعم شاركت بمعرضي بالجزائر فالأولى في” السكوار” للأسف لم يلق صدى ولم يحضره اي احد ممكن يكون راجع لنقص الإعلام أما المعرض الثاني فكان في حصن 23 من خلال تلقي دعوة من جمعية لذوي الاحتياجات الخاصة قبل شهر رمضان .فكان حضور محتشم وأغلبية الزوار عبارة عن أجانب للأسف واختتم بمنحي شهادة تقديرية وتهنئتي وذالك تشجيعا لي. لكن بالخارج لم تسنح لي الفرصة

كيف تختار الصور التي تعرضها في المعارض؟

ليس لي معايير لاختيار الصور.

هل شاركت في مسابقات ؟

لا. للأسف لم أشارك رغم أني رغبت بذالك بالرغم من تلقي عدة وعود للمشاركة لكنها بقيت فقط وعود

هل فكرت في عمل جمعية أو نادي للمصورين الفوتوغرافيين ؟

لا أنا لا أفكر بهذا الان ممكن على المدى البعيد.

هل لك إصدارات مكتوبة مثل كتاب أو مجلة أو ما شابه عن التصوير ؟

لا ليس لي .وأنا أفكر بذالك إن شاء الله بعد تحسن ظروفي المادية.

ما أهم الأمكنة التي تستدعيك لأخذ صورها دائما، وهل تستطيع الصورة أن تشبع العين وتكبح جماحها عن الشغف بالمكان والولع به؟

ليس لي مكان أو شيء محدد فقط تجذبني اللقطة أو الصورة فمثلا عندي صورة للقمر من شدة جمالها قطعت صلاة وقمت بالتقاطها .

ما هي مميزات الصورة من وجهة نظرك؟

الصورة لا تكذب فهي تعكس الواقع كما هو بلا مجامله او نفاق .

الاهتمام بالصورة أصبح هذه الأيام يأخذ حيز مهم لدى المتعاملين الاقتصاديين مما جعل بعض متعاملي الهاتف النقال ينظمون مسابقات .ما رأيك في مثل هذه المبادرات؟

هي لا تهمني ولا تجذبني وليس لي رأي عنها .

الصورة رغم أنها نقل للواقع إلا أن لها سيميولوجيا وتعبير خاص تقرا حسب طريقة التقاطها أو الزاوية التي صورت منها أو من خلال توزيع الفضاءات بداخلها ما رأيك في فن قراءة الصورة؟

الفنان يرى الصورة بروحه وقلبه قبل عينه فهناك صورة تجذب شخص والأخر لا، وحسب رأيي انه هو فقط من يستطيع شرح أسباب التقاطها بهذه الوضعيات وهو المخول الذي يعطينا ما هي الرسالة التي يرغب بإيصالها
هل ترى أن هناك هضم لحقوقكم كمصورين من الجهات الإعلامية ؟
نعم و ااكد على هذا .

أشياء لا تزال ترغب في تحقيقها وتسعى إليها؟

ارغب في تغيير نظرة الأشخاص لهذا الفن وإعطائه مكانة اكبر خاصة في بلادنا،
فمعرض الصور في الجزائر ليس له قيمة ،فالأشخاص لا تقيم هذا الفن وبالنسبة لها هو مضيعة للوقت، لذي أتمنى أن يصبح له قيمة اكبر وفي المستقبل يصبح هناك قيمة اكبر لمثل هكذا معارض .
من جهة أخري أنا اتاسف حينما أرى أشخاص تفضل صور دول أجنبية أو احدي معالمها السياحية والأثرية على وضع صور لقصبة أو … بالرغم من أن بلادنا تزخر بموروث ثقافي هائل وأماكن سياحية و طبيعية خلابة وهذا راجع لثقافتهم ومن المحتمل أنهم يضنون أنهم يواكبون الغرب بذالك.
لذى ارغب في جعل الناس يرون جمال بلادنا من خلال صوري و أعمالي و يشجعوا الأعمال التي تعرف ببلادنا وينمو فيهم تذوق الفن الجميل.
من جهة أخرى أتمنى مساعدتي فقد قمت بعدة طلبات للوالي و البلدية من اجل الأخذ بيدي مساعدتي بالحصول على محل لعرض الصور واليوميات وانفوغراقيا اللوحات خاصة.
حتى أتمكن من نشر هذا الفن بأريحية للجميع فأنا أنشط في المجال الثقافي الذي من خلاله أقوم بالتعريف ببلادنا وثقافتها وجمالها عبر صور تعكس جمال بلادي وتعرف بأماكنها السياحية خاصة المنسية بطريقة إبداعية من اجل دعم السياحة كما انه هو مصدر رزقي الوحيد

ما سر نجاحك ؟

الإرادة والعزيمة هما سر نجاحي .

هل تعتبر نفسك وصلت لمرحلة الاحتراف؟

أنا لا استطيع نعت نفسي بالمصور المحترف لان الأشخاص هم من يحكمون علي إن كنت محترف أم لا.

كلمة أخيرة تريد قولها؟

تحية كبيرة لكم على هذه الالتفاتة الطيبة لجريدتكم ومحاولتها التعريف بأشخاص موجودين على خط الهامش والذين لم يتلقوا فرصة للتعريف بهم بالرغم من أنهم مبدعين أو موهوبين. أيضا أتمنى من الأشخاص أن يولوا اهتمام اكبر لهذا الفن وان يقتنوا صور ولوحات تعكس جمال بلادهم وارثها الثقافي فهو كنز نحسد عليه.
أيضا أتمنى من المصالح المعنية تسهيل الإجراءات لمنحي محل بسيط لممارستي هذه المهنة خاصة وإنها مصدر دخلي الوحيد أيضا ظروفي الصحية لا تسمح لي بالقيام بعمل أخر بحكم إني شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة .

أترك تعليقا

لن يتم نشر الايميل الخاص بك