العرس القبائلي مختلف…والسبب؟

أصبح الزواج مسألة مالية قبل أن تكون مسألة حياة وعشرة وبناء أسرة، وجمع شخصين متحابين أو سيتحابان بعد الزواج، لكن السؤال المطروح كم يكلف الزواج في منطقة القبائل ؟

“كسي ودي” “الهنا خير م الغنا” هي المقولة الشهيرة في المناطق التي يطلبون سوى الهناء لإبنتهم، ومن المعروف عن الزواج القبائلي انه سهل و لا يوجد تعقيدات كبيرة به، ولا تتضمن أية أساليب ملتوية أو غير مباشرة، فسكان القرى مجتمع محدود وبسيط، يرجع في الغالب إلى أصل واحد بفضل صلة الدم أو صلة النسب والمصاهرة والولي الصالح الذي يجمع أعراقهم، حتى القبائل الذين توزعوا عبر كامل التراب الوطني خاصة العاصمة التي تمركز فيها العديد من سكان منطقة تيزي وزو، بجاية ومناطق من سطيف البويرة وبومرداس تمسكوا بنفس تقاليد ولايتهم رغم مرور اجيال كثيرة، حيث تبحث ام الشاب عن الفتاة التي تجد فيها صفات الكنة والزوجة الصالحة لإبنها، فبمجرد التوجه لخطبتها يتم بعد ذلك قراءة المعروف أو الفاتحة ليضع والد الشاب في حضور الامام والعائلة مهر الفتاة وهي عبارة عن قيمة مالية في أغلب الأحيان، ويقوم والدها من جهته بأخذ ورقة واحدة كمهر وفال فقط، من أجل العمل بما جاء به رسول الله “والتمسوا ولو خاتما من حديد”، فاذا وجد أوراق 100 دينار يحمل واحدة فقط، واذا وجد أوراق 1000 دينار يحمل كذلك سوى ورقة واحدة.

إلا أن الشاب القبائلي لا يمكنه أن يقدم فقط هذه الورقة النقدية بل يعمل على إهداء عروسه جبة قبائلية مصنوعة بجودة عالية وقبعة “القاشوش” بالإضافة إلى طقم من الفضة وكذلك أشياء أخرى بسيطة وضرورية لإقامة العرس، أما العائلات الميسور حالهم فهم يدللون عروستهم الجديدة بعض الشيء، ويفضلون زيادة الذهب وهدايا أخرى افتخارا بنسبهم و ‘’النيف ‘’ كما يقال في العائلات الجزائرية، اضافة الى قيمة زوجته الغالية التي لا تقدر بثمن.

والطريف في الأمر أن صورة “المرأة الأمازيغية” في المخيال الجزائري المرتبطة بانخفاض مهرها وتفانيها في العمل مهما كان شاقا، جعلت إقبال الشباب على الزواج بها يتزايد بشكل ملفت حتى من عمق الصحراء الجزائرية، حتى أننا نسمع في بعض الحوارات والقعدات المختلطة بين الولايات يقولون (نجيبها قبايلية ماتشرطش).

عكس المناطق الاخرى غير الاصول القبائلية أين ترتفع المهور بشكل جنوني في بعض المناطق من الجزائر ليس كلها، حيث تتجاوز حاجز الـ 100 ألف دينار كمهر زوجة واحدة، الى أن أصبح مشكل المهر سببا لعنوسة الكثير من شاباتنا، وعزوف الشباب عن التقدم لأي واحدة لخطبتها اذا لم يوفر مهرها الذي شرطته.

أترك تعليقا

لن يتم نشر الايميل الخاص بك