“الضغط” المعيشي يعيد دفاتر “الكريدي” للمحلات

هي عادة قديمة عايشها المواطنون في سنوات خلت أين كان التبضع بالكريدي عبر المحلات إلا أنها عادت بقوة في الآونة الأخيرة واصطدم بها تجار بعض المحلات الذين يجبرون على تقبل الكريدي لجبر خاطر الزبائن وهم في تلك الظروف المزرية التي تحيط بهم والتي تتطلب مصاريف إضافية لاسيما مع توالي المناسبات الاجتماعية والدينية التي أرهقت ميزانية اغلب الأسر الجزائرية التي اصطدمت بنار الأسعار مؤخرا بعد استعصاء خروجها من متطلبات الدخول المدرسي بحيث تكشف العينات عن عجز العشرات من أرباب الأسر عن توفير الأدوات و الكتب لأبنائهم ولولا المساعدات التي تصل الأسر المعوزة من الجمعيات الخيرية لحلت الكارثة بهم وضاع المشوار الدراسي للأبناء.

الظروف الاستثنائية التي تمر بها بعض الأسر إن لم نقل اغلب الأسر المتوسطة التي تنتظر الشهرية بفارغ الصبر للإنفاق على الأبناء وتزويدهم بضروريات الحياة ولا نقول الأشياء الثانوية أو الكمالية التي تبعد عن الأسر المتوسطة بُعد السماء عن الأرض في ظل العجز عن توفير الضروريات أعادت الى بعض الآباء فكرة الكريدي كحل بديل للتبضع وتزويد الأسر بالمواد الاستهلاكية من زيت وسكر وقهوة ومعجنات لاستكمال الشهر مما أعاد دفاتر الكريدي وبقوة الى مختلف محلات المواد الغذائية عبر العاصمة وضواحيها للتماشي مع ضعف القدرة الشرائية للمواطنين وهو ما أوضحه أحد المواطنين من العاصمة إذ قال إن ظروفه المزرية تفرض عليه اللجوء الى الكريدي وحمل السلع من المحل المتواجد بالحي الذي يقطن فيه دون دفع ثمنها بالنظر الى الثقة التي يضعها صاحب المحل بحكم معرفته به وهو حل اضطراري لإطعام ابنائه السبعة واستكمال الشهر بحيث يدوّن التاجر المواد المأخوذة مع حساب ثمنها الإجمالي ويكون عليه دين يدفعه بمجرد استلام الأجرة الشهرية للتاجر وهكذا دواليك في كل شهر وأوضح أن الدخول المدرسي دمر ميزانية اسرته على الرغم من تأجيل شراء أدوات بعض أطفاله الى أجرة هذا الشهر إلا أنه وجد نفسه في ضائقة مالية زجبرته على التبضع دون دفع ثمن البضاعة وما عساه يفعل على -حد قوله- في ظل الظروف المادية الصعبة التي يتخبط فيها.

ووجد التجار الذين يتعاملون بالكريدي أنفسهم وهم يؤجلون أرباحهم الى حين خاصة مع إقبال العديد من العائلات على ذلك الحل لاستكمال الشهر وإلا وجدت نفسها عاجزة عن توفير أكل أفرادها وتزويدهم بالمواد الأساسية في ظل الالتهاب الذي تشهده مختلف الأسعار لاسيما اسعار الخضر التي بلغت الأسقف فحتى البطاطا ارتفعت الى 70 دينارا والطماطم الى 200 دينار هي كلها ظروف جعلت من المواطنين المنتمين الى الطبقة المتوسطة يعيشون في أزمات مادية وضيق لا متناهي بسبب عجزهم عن توفير ضروريات الحياة فلم يجدون حيلة الا بالاعتماد على الحل الاضطراري وهو اللجوء الى الكريدي عبر المحلات خاصة وان بعض التجار يكون بعض زبائنهم محل ثقة ويرضون بأخذهم السلعة مع تأجيل دفع ثمنها الى غاية استلام أجورهم الشهرية التي تطير في لمح البصر بالنظر الى ضعف معظمها وهو ما يتعامل به تاجر من بئر توتة بضواحي الجزائر العاصمة بحيث قال إن هناك عدد لابأس به من الزبائن من يأخدون السلع الضرورية من زيت وسكر وقهوة دون دفع ثمنها ويكون ذلك مرهون باستلام الأجرة الشهرية وما عليه إلا تدوين السلع التي أخذوها في دفتر الكريدي الخاص واستلام الثمن من هؤلاء في وقت لاحق وهو ما يعتبره أرباحا مؤجلة الى حين إلا أنه يرضخ للأمر الواقع ويجبر خاطر هؤلاء فهم أرباب أسر ضاقت بهم السبل المادية للإنفاق على عوائلهم ولجأوا الى الكريدي كحل اضطراري.

أترك تعليقا

لن يتم نشر الايميل الخاص بك