الصين تقود نمو السيارات الكهربائية في 2024.. انتعاشة مرتقبة بإفريقيا

سجّل قطاع السيارات الكهربائية تطورات لافتة، خلال العام الماضي (2024)، ما بين صعود “مذهل” في الصين وهبوط “غريب” في أمريكا.

وبحسب آخر تحديثات قطاع السيارات لدى منصة الطاقة المتخصصة ، تشير تقديرات حديثة إلى أن أوروبا قد لا تحقق هدف نشر 80% من الطرازات الكهربائية بحلول 2030.

وتتشارك أوروبا وأميركا المخاوف بشأن تراجع الإعانات الحكومية، وهو ما وعد به الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، فضلًا عن الشكوك بشأن نطاق القيادة وارتفاع أسعار الطرازات الكهربائية من بين أخرى.

لكن على صعيد مختلف، من المتوقع أن تشهد قارتا أفريقيا وأميركا الجنوبية تسارعًا كبيرًا في وتيرة التحول إلى السيارات الكهربائية خلال العام الجديد (2025).

وعمومًا، سيكون 2025 عام الانطلاق في أسواق عديدة بدءًا من الصين المستعدة للتصدير بأعداد هائلة، والدول غير النفطية “الذكية” التي أدركت أن عدم شراء سيارات البنزين يوفر مبالغ طائلة، إضافة إلى الفرصة التي يقودها تصنيع السيارات الكهربائية محليًا لتوفير فرص العمل.

و ارتفعت مبيعات السيارات الكهربائية في أميركا خلال 2024 إلى 1.3 مليون وحدة لتشكل نسبة 8% من كل مبيعات السيارات.

وتتوقّع شركة أبحاث السيارات “كوكس أوتوموتيف” (Cox Automotive) نمو المبيعات خلال 2025 بنسبة 2.8% إلى 16.3 مليون سيارة وشاحنة.

وعلى الرغم من استمرار نمو مبيعات السيارات الكهربائية في أميركا؛ فمن الواضح أن القطاع يمر بمرحلة تطوير مختلفة عن أوروبا وبالتأكيد الصين.

ويعزو مراقبون النمو المتواضع للمبيعات الأميركية إلى ارتفاع أسعار بيع الطرازات الكهربائية مقارنة بسيارات البنزين، والصعوبات المرتبطة بتوافر نقاط الشحن.

كما اقترح الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترمب إلغاء إعانات حكومية بقيمة 7 آلاف و500 دولار عن كل سيارة كهربائية يقل سعرها عن 80 ألف دولار.

السيارات الكهربائية في أوروبا

انخفضت مبيعات السيارات الكهربائية في غرب أوروبا خلال 2024 إلى 1.9 مليونًا، لتمثل 16.6% من كل مبيعات السيارات، لكن من المتوقع تسجيل نمو بنسبة 22.2% إلى 2.7% خلال العام الجاري (2025).

وما زال هدف نشر 80% من السيارات الكهربائية بحلول 2030 بعيد المنال؛ إذ من المتوقع ارتفاع السيارات الكهربائية في غرب أوروبا إلى 57% فقط أو بما يعادل 7.8 مليون وحدة.

أفريقيا وأميركا الجنوبية

في مقال له بعنوان “2025 سيكون عام الكهربة في أفريقيا وأميركا الجنوبية”، يقول الكاتب زاكاري شاهان إن سرعة التحول إلى السيارات الكهربائية في القارتين ستكون قصة تستحق أن تُروى في العام الجديد.
وعلى نحو خاص، يبدو أن عددًا من دول قارة أفريقيا مستعد أكثر من غيره لازدهار السيارات الكهربائية، مثل جنوب أفريقيا وزيمبابوي وإثيوبيا.

وأصبحت إثيوبيا أولى دول العالم التي تحظر فورًا سيارات محرك الاحتراق الداخلي؛ بسبب ارتفاع فاتورة واردات الوقود الأحفوري التي تزيد على 5 مليارات دولار سنويًا.

وفي جنوب أفريقيا، قدّمت الحكومة حوافز ضريبية لتشجيع الشركات على تصنيع السيارات الكهربائية التي لا تمثل سوى 0.23% من السوق.

وهناك، انخفضت حصة صادرات سيارات محرك الاحتراق الداخلي بنسبة 23% على أساس سنوي في 2024.

وخفّضت زيمبابوي رسوم استيراد السيارات الكهربائية إلى 25% من 40% سابقًا بدءًا من الأول من يناير الجاري (2025).

وفي أميركا الجنوبية، تتوقّع شركة الأبحاث “ريسيرش آند ماركتس” (Research and Markets) نمو الاستثمارات في بناء محطات شحن السيارات الكهربائية بنسبة 24.5% لتصل إلى 654.53 مليون دولار في 2029 من 218.58 مليون دولار في 2024.

ويعكس ذلك ارتفاع الطلب على السيارات الكهربائية بين المواطنين، والتزامًا حكوميًا بتدعيم مرافق البنى الأساسية للشحن.

وفي تشيلي، دشّنت شركة تيسلا الأميركية أولى محطات الشحن الفائق بقارة أميركا الجنوبية خلال شهر سبتمبر (2024).

كما وجّهت بيرو الدعوة إلى شركة بي واي دي الصينية لإقامة مصنع تجميع على أراضيها مع إغرائها برسوم صفرية.

أترك تعليقا

لن يتم نشر الايميل الخاص بك