يعتقد الكاتب السعودي أسامة المسلم أن مسؤولية قلة اهتمام الشباب بالقراءة تقع على عاتق الكُتّاب وليس القرّاء.، مشيرا إلى أن الكتّاب هم من أخفقوا في مخاطبة اهتمامات وتطلعات الشباب، وعندما عجزوا عن الوصول إليهم، اتهموا الجيل الجديد بالعزوف عن القراءة. ويؤمن المسلم بأن الأدب العربي قادر على جذب الشباب إذا تم تحديث أساليبه، وعلى الكُتّاب بذل المزيد من الجهد لفهم ما يجذب الشباب اليوم.
وكشف الكاتب والروائي السعودي” أسامة مسلم “صاحب رواية “خوف ” في مقابلة صحفية مع منصة “الحدث الجزائري”، عن تفاصيل أول زيارة له للجزائر معبرا عن مدى اعجابه بالجزائر وشعبها خاصة شبابها القراء الذين لازلوا يرتادون عالم القراءة.
وتحدث ضيف الصالون الدولي للكتاب عن روايته “خوف” وهي باكورة اعماله التي لامس بها قلوب الشباب والتي تعبر عن قصة شخص حقيقة تجاوز مخاوفه في الاندماج مع المجتمع والتي اعطت الشباب الكثير من الأمل واليوم كانت حاضرة بقوة في معرض الكتاب بالعاصمة بمناسبة الذكرى العاشرة لهذه الجوهرة الأدبية التي لازالت على مدار 10 سنوات تتصدر الروايات الأكثر مبيعا.
وتحدث الروائي عن حبه للكتابة منذ زمن و ولعه بالغوص في عالم الخيال و الإثارة لملامسة القلوب، وأشار إلى كتابه” ملحمة 7 بحور ” الذي سيصدر جزء جديد له آخر هده السنة مؤكدا بذالك على أهمية القراءة في حياة الإنسان وانه يأمل في المزيد من الكتابات وإنشاء مكتبة خاصة بأعماله مخلدة لما خطته اقلامه تبقى حتى بعد وفاته .
واختتم حديثه قائلا ما آثار في نفسي هيا عبارات الحب من الشباب الجزائري الذين قالو لي واصل في الكتابة لاتتوقف وهدا سيكون أحد اسباب استمراري .مؤكدا انبهاره وإعجابه بالجزائر وشعبها المضياف ووعد قراءه بزيارات اخرى خاصة وانه اعجب بالمناطق السياحية بالعاصمة والاكل التقليدي.
جدير بالذكر، فقد شهدت جلسة توقيع رواية “خوف” توافد المئات من المتحمسين للحصول على نسخة موقعة من الروائي السعودي، ما أثار تفاعلا لافتا في الأوساط الثقافية.
وتأتي هذه الواقعة بعد نجاح مماثل للمسلم في المغرب ومصر، حيث احتشد الآلاف للحصول على توقيعه.
وانتشرت مقاطع فيديو للزحام والتدافع الذي أحدثه محبو المسلم، حيث تباينت ردود الأفعال؛ فبعض النشطاء اعتبروا هذه الظاهرة “إشارة إيجابية لعودة الشباب إلى القراءة”.
ورأى عدد من المتابعين أن هذا النجاح يجسد شهرة المسلم في العالم العربي، حيث قال أحدهم: “إنه دليل على حب القراء للكاتب وشغفهم بأعماله”، معتبرين ذلك بمثابة “محفز للكتّاب العرب للوصول إلى مثل هذه الشعبية”.
وكان المسلم ولد في الخامس من مارس 1977 بمدينة الأحساء السعودية، ودرس الأدب الإنجليزي بجامعة الملك فيصل. ثم بدأ مسيرته الأدبية في عالم الفانتازيا التاريخية، وبرز بفضل قصصه المشوقة وأسلوبه السينمائي الذي يعتمد على حوارات عميقة وأسماء مبتكرة ونهايات غير متوقعة.
نشر حتى الآن 32 رواية، من أبرزها سلسلة “خوف” و”بساتين عربستان” و”صخب الخسيف”، ويعمل حاليا على تحويل بعضها إلى مسلسلات تلفزيونية.
يشار إلى أن صالون الجزائر الدولي للكتاب أقيم هذا العام بمشاركة نحو 1283 دار نشر تمثل 60 دولة، بينها 267 دارا جزائرية و361 عربية، لتقديم نحو 300 ألف عنوان.
وقد شهدت الفعالية تقديم 480 نشاطا ثقافيا عبر فضاءات متنوعة.