تستعد الجزائر لاستلام مشروعين كبيرين في عام 2025، في خطوة مهمة نحو تطوير قطاع التعدين الوطني.
المشروعان من شأنهما أن يعززا من مكانة الحزائر، كقوة صناعية واقتصادية في المنطقة، ويتعلق الأمر بمشروع خط السكة الحديدية الرابط بين بشار وتندوف وغار جبيلات، الذي يمتد على طول 950 كيلومترا، ووحدة معالجة خام الحديد الأساسية في منجم غار جبيلات.
خط سكة حديد بطول 950 كم
يعد المشروع الأول، والمتمثل في إنشاء خط سكة حديد بطول 950 كيلومترًا يربط بين بشار، تندوف، ومنجم غار جبيلات في الجنوب الغربي للجزائر. بنية تحتية أساسية لاستغلال خام الحديد من منجم غار جبيلات، الذي يُعتبر من أكبر المناجم في العالم باحتياطيات تُقدر بـ 3.5 مليار طن.
و من المتوقع أن يكون الخط جاهزًا للعمل في عام 2025، حيث سيسهل نقل الخام إلى المراكز الصناعية والموانئ، مما يعزز سلاسل الإنتاج والتصدير. عند الوصول إلى طاقته الكاملة، سيُمكن هذا الخط من نقل 50 مليون طن من خام الحديد سنويًا، بالإضافة إلى تحفيز النشاط الاقتصادي في المناطق التي يمر بها وخلق فرص عمل جديدة.
وحدة معالجة أولية لخام الحديد
المشروع الثاني هو إنشاء وحدة معالجة أولية لخام الحديد في منجم غار جبيلات، من المقرر تشغيلها في ديسمبر 2025. ستكون لهذه الوحدة قدرة إنتاجية أولية تبلغ 4 ملايين طن سنويًا، مع خطط لزيادة الإنتاج تدريجيًا لتصل إلى 10 ملايين طن سنويًا من المركزات وكريات الحديد بحلول عام 2032.
و يهدف هذا المشروع إلى تعزيز القيمة المضافة محليًا من خلال تحويل جزء من الخام إلى منتجات نصف مصنعة قبل نقلها، مما يقلل الاعتماد على تصدير المواد الخام غير المصنعة.
ديناميكية لاستغلال أمثل لمنجم غار جبيلات
بالإضافة إلى تأثيرها الاقتصادي، تُبرز هذه المشاريع شراكات استراتيجية، خاصة مع شركات محلية مثل “توسيالي” و”فيرال” و تهدف هذه الشراكات إلى تعزيز الكفاءات الوطنية في مجال التعدين وضمان نقل المعرفة والخبرات.
و سيُمثل استلام هذه المشاريع خلال 2025, خطوة حاسمة في تطوير قطاع التعدين الجزائري، مما يفتح آفاقًا جديدة للنمو والتنافسية. لا تقتصر هذه المبادرات على تلبية الاحتياجات الوطنية فحسب، بل تندرج أيضًا ضمن استراتيجية أوسع لتنويع الصادرات، ما يُسهم في تعزيز الاستقلال الاقتصادي للبلاد.
و تعكس هذه المشاريع التزام الجزائر بتحديث وتنويع اقتصادها من خلال استغلال مواردها الطبيعية بشكل أكثر فعالية.
وتسعى الحزائر، من خلال الاستثمار في البنية التحتية للنقل ووحدات المعالجة، إلى تعزيز مكانتها كلاعب رئيسي في السوق العالمية للمعادن