الجزائر تخطّط لزيادة قدرات تكرير النفط وتصدير الغاز بداية من 2025

تخطط شركة “سوناطراك”، لزيادة قدرات تكرير النفط لتغطية طلب السوق المحلية وزيادة صادرات المحروقات والمنتجات المشتقة بدءاً من العام المقبل 2025، بما في ذلك الغاز، وسط ترقب زيادة الطلب من الاتحاد الأوروبي الذي يواجه سيناريو وقف تدفق الغاز الروسي.

اعتمدت الشركة الأسبوع الماضي “مخطط التنمية” للفترة 2025-2029 بالتركيز على زيادة الاستكشاف والإنتاج لتعزيز المحروقات وتطوير شبكة النقل عبر الأنابيب، بحسب بيان صحفي للشركة.

و نقلت منصة “الشرق” عن مسؤولين في قطاع الطاقة، أنه من المقرر أن يُوقع البلد العضو في منظمة “أوبك+” خلال العام الجديد شراكات جديدة لتطوير حقول غاز ونفط مع شركات دولية بعد طرح مناقصة دولية جديدة للمحروقات.

و تهدف خطط الجزائر لجذب استثمارات جديدة في قطاع المحروقات لتتمكن من الحفاظ على مكانتها كمورد هام للطاقة في حوض البحر الأبيض المتوسط والحفاظ على مستويات مقبولة من عائدات المحروقات مستقبلاً.

بحلول نهاية ماي من العام المقبل، يُرتقب توقيع عقود محروقات جديدة مع شركات دولية ضمن مناقصة لتطوير 6 مشاريع حقول نفط وغاز أطلقتها عبر الوكالة الجزائرية لتثمين موارد المحروقات منتصف أكتوبر الماضي. وتعد هذه الخطوة هي الأولى منذ عقد بعد آخر مناقصة دولية أطلقتها الجزائر لاستكشاف المحروقات، كما تُعد واحدة من 5 مناقصات من المقرر إطلاقها سنوياً حتى 2028.

وجذبت هذه المناقصة -حسب المصدر ذاته-ما يزيد عن 30 شركة دولية حتى 20 ديسمبر الماضي، وفق ما صرح به مراد بلجهام، رئيس الوكالة الجزائرية لتثمين موارد المحروقات الحكومية . وأضاف أن الجزائر تعمل على تكثيف الاستثمارات لتعزيز نمو قطاع المحروقات على المدى القصير والمتوسط.

و تهدف المناقصة لتطوير 6 مناطق، منها واحدة نفطية على مساحة تمتد على 12759 كيلومتراً مربعاً، وخمس حقول غازية مساحتها الإجمالية 139978 كيلومتراً مربعاً بهدف تجديد الاحتياطيات وزيادة الإنتاج.

و لأول مرة، تعمل “سوناطراك” على تطوير شراكات مع الشركتين الأميركيتين “إكسون موبيل” و”شيفرون” بهدف زيادة احتياطاتها من المحروقات. وخلال العام الماضي تم توقيع اتفاقات مبدئية ومذكرات تفاهم مع الشركتين لدراسة الفرص المتاحة لتطوير موارد الغاز والمحروقات في أربع أحواض.

المفاوضات وصلت لمراحل متقدمة مع الشركتين حول عقود المحروقات، بحسب إفادات رشيد حشيشي، الرئيس المدير العام للشركة الحكومية في مقابلة سابقة مع “الشرق”، متوقعاً أن يتم التوقيع عليها وتطوير الحقوق المتفق عليها خلال العام المقبل.

وتعمل “سوناطراك” على تطوير شراكات مع الشركات العالمية لضمان استدامة الإنتاج، إذ تستهدف الوصول على 160 مليار متر مكعب سنوياً من الغاز الأولي بحلول 2060

على المدى المتوسط، تعتزم “سوناطراك” إنفاق 50 مليار دولار للاستثمار في مجال الاستكشاف والتنقيب وإنتاج النفط والغاز والبتروكيماويات، منها 36 مليار دولار موجهة للاستكشاف والإنتاج وفق بيانات منشورة على موقعها الرسمي.

وتمتلك الجزائر احتياطيات كبيرة من النفط والغاز التقليديين، حيث تقدر احتياطيات النفط بـ15.4 مليار برميل، و141 تريليون قدم مكعب من الغاز. بالإضافة إلى ذلك، هناك 247 اكتشافاً بحاجة للتطوير، بحسب بيانات للوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات.

وتستهدف البلاد رفع الإنتاج الأولي من المحروقات 2.5% بزيادة 5 ملايين طن مكافئ نفط، ليصل إلى 206 ملايين طن مكافئ نفط وفق لأهداف موازنة 2025. اعتمدت الدولة سعراً مرجعياً لبرميل النفط بـ60 دولاراً للبرميل في الموازنة الجديدة.

توفر مداخيل صادرات المحروقات دعماً مهماً لميزانية الدولة، إذ حصلت على إيرادات تناهز 34 مليار دولار بنهاية سبتمبر 2024، بحسب آخر أرقام صرح بها وزير الطاقة محمد عرقاب، في عرضه لحصيلة وآفاق قطاع الطاقة أمام لجنة المالية لمجلس النواب الجزائري أكتوبر الماضي.

وتعتزم شركة “سوناطراك” تخصيص 50 مليار دولار خلال الفترة من 2024 وحتى 2028 للاستثمار في مجال التنقيب والاستغلال والتطوير للمحروقات.

ويتوقع أن تصل صادرات المحروقات إلى 43.7 مليار دولار العام المقبل لتمثل بذلك حصة 85% من صادرات الجزائر من المنتجات والمقدرة بـ50.9 مليار دولار.

لكن تقلبات الأسعار في السوق الدولية في ظل التوترات الجيوسياسية يشكل خطراً لإيرادات الجزائر من هذه الثروة وبالتالي التأثير على اقتصادها الكلي، بحسب تقرير للبنك الدولي، صدر في 18 نوفمبر الماضي.

تُقدر صادرات الغاز الجزائري إلى دول الاتحاد الأوروبي بنحو 35 مليار يورو، وفق ما صرح به دييغو ميادو باسكوا، سفير بعثة الاتحاد في الجزائر في مقابلة سابقة مع “الشرق”، على هامش لقاء حول الاستثمار وتنويع الاقتصاد في الجزائر ديسمبر الجاري.

وارتفعت أسعار الغاز الطبيعي الأوروبي بعدما أثار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شكوكاً حول احتمالية إبرام اتفاق يضمن استمرار تدفقات الغاز إلى أوروبا عبر أوكرانيا.

لدى الجزائر القدرة على تصدير الغاز لأوروبا عبر الأنابيب بقدرة تصل إلى 43 مليار متر مكعب سنوياً، كما تمتلك أربع وحدات لتسييل الغاز يمكن استخدامها حسب الطلب في أوروبا.

يبلغ إنتاج الجزائر من الغاز الأولي نحو 137 مليار متر مكعب سنوياً وتستهدف الدولة زيادة إنتاجها من الغاز الطبيعي الى 200 مليار متر مكعب سنوياً خلال السنوات الخمس المقبلة، وهو ما يعني ارتفاعاً بـ46% بحسب ما صرح به محمد عرقاب وزير الطاقة في ماي الماضي.

أترك تعليقا

لن يتم نشر الايميل الخاص بك