كشفت المندوبية السامية للتخطيط في المغرب عن ارتفاع معدل البطالة إلى 13.6 في المائة في الربع الثالث من العام الجاري (2024)، مقارنة بـ13.5 في المائة في العام الماضي، وذلك في ظل استمرار فقدان الوظائف في القطاع الزراعي بسبب الجفاف.
ويأتي ارتفاع معدل البطالة نتيجة ارتفاع عدد السكان النشطين الباحثين عن فرص عمل بمعدل يفوق عدد الوظائف المستحدثة. إذ بلغ إجمالي عدد العاملين الجدد 271 ألفاً، في حين لم يتجاوز عدد الوظائف الجديدة 213 ألفاً.
وبينت المندوبية في تقريرها أن عدد العاطلين عن العمل في البلاد بلغ 1.63 مليون شخص بحلول سبتمبر. وكان معدل البطالة أعلى بين الشباب؛ إذ وصل إلى 39.5 في المائة. في حين بلغ بين الخريجين 19.8 في المائة، وارتفع بين النساء إلى 20.8 في المائة.
وتتفاقم أزمة البطالة أكثر فأكثر في المغرب، في ظل ضعف السياسات الحكومية لاستيعاب طالبي الشغل. والجفاف الشديد الذي يضرب البلاد منذ مدة، وأدى إلى تدهور النشاط الزراعي، وهو أكبر قطاع يوفر الوظائف في المملكة. حيث توضح البيانات الرسمية أنّ البطالة في المغرب طاولت 1.63 مليون شخص، في حين فقد سوق الشغل 82 ألف فرصة عمل جديدة في الربع الثاني من العام الجاري (2024).
ويؤكد التقرير الفصلي حول وضعية سوق الشغل، الصادر عن المندوبية السامية للتخطيط في المغرب. أن الجفاف ما زال حاسما في وضعية سوق العمل في المغرب في العام الحالي (2024). فقد فقدت تلك السوق 82 ألف فرصة عمل في الربع الثاني من العام الجاري. وذلك نتيجة إحداث 60 ألف فرصة عمل في المدن وفقدان 141 ألف فرصة عمل في الأرياف.
وتشير البيانات بأن قطاع الزراعة والغابة والصيد فقد 152 ألف فرصة عمل على الصعيد الوطني. فيما فقد قطاع البناء والأشغال العمومية 35 ألف فرصة عمل. بينما أحدث قطاعات الخدمات والصناعة بما فيها الصناعة التقليدية على التوالي 49 ألفاً و58 ألف فرصة عمل.
وكان تقرير سابق للمندوبية، صدر في مايو 2024، قال أن المغرب فقد أزيد من 150 ألف فرصة عمل في الأرياف، معظمها مصنف ضمن العمل غير المصرح عنه، لا سيما في القطاع الفلاحي، بعد موجة الجفاف الشديدة التي تضرب البلاد منذ سنوات، ما ساهم في رفع معدل البطالة إلى 13,7 في المائة.
وساهم فقدان فرص عمل في الأرياف في الربع الأول من العام الحالي، في تراجع حجم التشغيل الإجمالي بـ80 ألف فرصة عمل، رغم إحداث 78 ألف فرصة عمل في المدن.