يُعــدّ حقل حاسي مسعود، وهو أكبر حقل نفطي في الجزائر، بمثابة العمود الفقري لقطاع المحروقات ببلدنا، و هذا منذ أن دخل مرحلة الإنتاج قبل أكثر من 60 عاماً.
وفضلًا عن أنه أكبر حقل نفط في الجزائر ويمثل جزءاً كبيراً من احتياطيات البلاد؛ يُعَدّ حاسي مسعود باكورة الاكتشافات النفطية المهمة في الصحراء الجزائرية، منذ الفترة الاستعمارية.
ويؤدّي هذا الحقل، دوراً رئيسياًّ في تعزيز قطاع النفط والغاز، الذي يمثل 20% من الناتج المحلي الإجمالي، و85% من إجمالي الصادرات النفطية الجزائرية. وفقاً لأرقام منصة الطاقة المتخصصة، بما يضع البلاد كثالث أكبر منتج للنفط بالقارة السمراء.
بالعودة إلى التاريخ، كانت الجزائر في عام 1956، على موعد مع اكتشاف حقل حاسي مسعود ” Hassi Messaoud field “، الواقع على بُعد 650 كيلومتراً جنوب شرق الجزائر العاصمة، في حوض واد ميا ” Oued Mya Basin “.
وكانت ذات السنة، مهمة للغاية في تاريخ الجزائر النفطيّ. لأنه كان شاهداً على أول اكتشاف تجاري للنفط في حقل ” إجيله “ّ. ثم أكبر حقلين في البلاد؛ أحدهما للنفط و هو حقل حاسي مسعود. والآخر للغاز الطبيعي ” حاسي الرمل “.
وبحسب تقديرات ” أكسفورد بيزنيس غروب “، تبلغ احتياطيات النفط في حقل حاسي مسعود نحو 3.9 مليار برميل. كما يحتوي الحقل على 2.4 تريليون متر مكعب من الغاز الطبيعي.
وحتى الآن، استنفد حقل حاسي مسعود نحو 78.98% من إجمالي الاحتياطيات القابلة للاستخراج. بحسب ما نقلته وحدة أبحاث الطاقة عن موقع ” أوفشور تكنولوجي ” (Offshore Technology).
وتشكل احتياطيات حاسي مسعود 0.53% من إجمالي الاحتياطيات المتبقية لإنتاج النفط على مستوى العالم. أما بالنسبة إلى احتياطيات الجزائر من النفط، فقد بلغ الإجمالي 12.2 مليار برميل بنهاية 2021، دون تغيير عن 2020، وفقًا لتقديرات أويل آند غاز جورنال؛ ما يعني أن احتياطيات حقل حاسي مسعود تُمثل 32% تقريبًا من احتياطيات البلاد، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وتجدر الإشارة إلى أنّ إنتاج النفط في الحقل بدأ في الفترة الاستعمارية عام 1958، ووصل إلى مستوى مرتفع عند 500 ألف برميل يوميًا بحلول عام 1970، وفق تقديرات شركة الأبحاث ” وود ماكنزي “.
وفي العام نفسه (1970)، بدأ إنتاج الغاز الطبيعي المصاحب، الذي يُعاد ضخ معظمه لتحسين استخراج النفط.
وبلغ حقل النفط الجزائري ذروة إنتاجه عند 719.52 ألف برميل يوميًا من النفط الخام والمكثفات عام 1977، بحسب موقع أوفشور تكنولوجي (Offshore Technology). أما في الوقت الحالي، يُشكّل حقل حاسي مسعود ما يقرب من 19% من إجمالي إنتاج النفط في البلاد.
يوسف/ح – وكالات