أستاذ المدرسة العليا للفلاحة، الدكتور لعريبي عبد القادر لـ “اللقاء”: نبات “الإستيفيا ” بديل صحي للسكر..على المستثمرين الاهتمام بانتاجه في الجزائر!
* الجزائر مازالت متأخرة في الترويج ل ” الاستيفيا “مقارنة بدول المغرب العربي
*”الاستيفيا” يحتوي على صفر سعرة حرارية، صحي ويقلل من تكلفة استيراد الأدوية
*مرضى السكري يمكنهم استهلاك المنتوجات المصنوعة من “الإستيفيا”
أجرت الحوار: ياسمين ريف
تشير الإحصائيات إلى تسجيل أكثر من أربعة ملايين شخص مصاب بمرض السكري في الجزائر، ويعاني المصابون به مشكلة البحث عن الأدوية والعلاج وكذا إيجاد الأطعمة المناسبة التي تواكب الحالة المرضية التي يعانون منها، وفي وقت بدأت فيه عدة دول ومن بينها دول الاتحاد الأوروبي استخدام نباتات صحية كبديل عن السكر مثل نبات الإستيفيا.
(la stevia) فهو نبات لا يحتوي على سعرات حرارية ولا على مواد كربوهيدراتية فضلا عن كونها لا تفضي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم، ويزرع لدى أشقائنا كتونس والمغرب ويبقى غير معروف في الجزائر وفي هذا الصدد التقينا الدكتور لعريبي عبد القادر أستاذ بالمدرسة الوطنية العليا للفلاحة فكان لنا هذا الحوار الذي حدثنا عن فوائدها من الغذائية والعلاجية فبهذا يقلل من تكلفة استراد المواد الصحية، ووضح الأبعاد الاقتصادية لنبات الإستيفيا في الجزائر فإنتاج وتسويق الاستيفيا في الجزائر سيخلق الاكتفاء الذاتي وبالتالي التقليل من تكلفة الواردات من المحليات . كما أشار في حواره لـ ” اللقاء” إلى تأخر الجزائر فيما يخص إنتاج هذا النبات و نقص التمويلات المتعلقة بالدراسة والأبحاث من طرف الدولة، ورغم ذلك فالجزائر حاليا تقوم ببحوث ودراسات تتعلق بالظروف المناخية الملائمة لزراعة هذا النبات.
أشار المتحدث إلى أن هناك فضول من طرف بعض المستثمرين مبرزا أنه يستوجب على الجزائر القيام بعلاقات شراكة مع اليابان للاستفادة من خبرتهم لتعميم إنتاج الستيفيا على المستوى الوطني.
كما أكد أن الترويج لإنتاج واستهلاك الاستيفيا في الجزائر يجب أن يندمج ضمن السياسة الوطنية للأمن الغذائي و دعا وزارة الفلاحة للإهتمام والتركز على الاستثمار في هذا المجال لما يعود من منافع اقتصادية على البلاد.
-باعتبار نبات “الاستيفيا” البديل الصحي للسكر. لماذا لا يشرف المعهد الوطني للبحث الزراعي على زراعته و انتاجه؟
المدرسة الوطنية العليا للفلاحة مفتوحة لأي مجال فيما يخص البحث العلمي وبالتالي يجب أن تكون تمويلات لان كل الدراسات فيما يخص الاستيفيا يجب أن تكون ممولة من طرف القطاع الخاص أو القطاع الحكومي، وبالتالي إن لم يكن تمويل لا تكون هناك بحوث يجب أن يكون الدعم وخاصة أن نبات الاستيفيا القطاع الحكومي مهتم بهذا الفكرة لأنها ستخلق الاكتفاء الذاتي وفي نفس الوقت الغذاء الصحي (سلامة الغذاء) .
إن تم تسويق الستيفيا بالجزائر سيسمح بتلبية الاحتياجات الكاملة من السكر دون اللجوء إلى الاستيراد. مارأيك في الاستغلال الاقتصادي لهذا النبات؟
قبل التفكير في تسويق نبات الإستيفيا في السوق الجزائرية أول شيء يجب أن يكون إنتاج كافي لهذا النبات، لكن حقيقة لو كان هناك إنتاج لنبات الاستيفيا في السوق الجزائرية سيعود بالإيجاب من الناحية الاقتصادية وخلق فرص العمل وفي نفس الوقت التخفيض من فاتورة المحللات(الواردات من المحليات) وستكون هناك مصانع لخلق فرص العمل وتطوير صناعات التجهيز ولكن قبل التفكير في هذا يجب أن ننتج هذه الكمية، يجب أن تتوفر مساحات و أراضي مخصصة لإنتاج نبات الاستيفيا وبالتالي يجب أن تلائم الظروف المناخية لزراعة هذا النبات لذلك يجب اختيار مناطق معينة لزراعة وإنتاج الإستيفيا فيما بعد نفكر في الاستيراد ما يؤدي إلى التقليل من تكلفة الواردات من المحليات .
-الجزائر متأخرة في الترويج وإنتاج نبات الاستيفيا مقارنة بالدول المجاورة. ما رأيكم في ذلك؟
حقيقة مقارنة بالدول المجاورة كالمغرب أو تونس ومصر فالجزائر مازالت متأخرة في الترويج وإنتاج نبات الاستيفيا للاستهلاك، ولكن لغرض تطوير هذا النبات في الجزائر لابد أن يندمج في السياسة الوطنية للأمن الغذائي، لتكون سهولة إنتاج هذا النبات يجب معرفة الفوائد الصحية لنبات الاستيفيا.
مقارنة بمصر والمغرب فالجزائر متأخرة في الفكرة ولكن محللات الاستيفيا لم تعرف منذ سنوات كثيرة حيث بدأ تسويق محللات الاستيفيا بالدول الأوروبية في سنة 2010 وكانت تسوق كإضافات غذائية فقط .
-هل أقيمت دراسات في الجزائر حول هذه النبتة؟
هناك بعض الدراسات، على سبيل المثال نأخذ بعض البحوث التي قامت بالمدرسة الوطنية للفلاحة بعض الدراسات تضمنت تأثير الاستيفيا على مستويات الغلوكوز في الدم في بعض الجرذان الرملية ( تناول مستخلص مائي من نبات الاستيفيا على فئران مصابة بالسكر) توجد دراسات أخرى لكن طبيب اختصاصي في الميدان هو الذي يوضح أكثر هذه الدراسات .
-لماذا لا نهتم في الجزائر بإنتاج النباتات التي تحمل منافع صحية واقتصادية؟
هناك اهتمام والدليل على ذلك الصالون الثالث للنباتات الطبية العطارية الذي انعقد سنة 2016 بمعرض نادي الصنوبر البحري في الفترة بين 4 إلى 6 أكتوبر تم مناقشة تكوين شراكات مع شركات وطنية وأجنبية فيما يخص إنتاج نبات الاستيفيا.
تشير بعض الدراسات أن نبات ستيفيا يعتبر نبات يحتوي على سكر صحي ويزرع في مناطق مشابهة للجزائر كالمغرب ،الأردن.. ورغم هذا غير معروفة في الجزائر . مارأيكم في هذا؟
لما نسأل المواطن البسيط هناك من لا يعرف نبتة الاستيفيا أو مستخلصات الاستيفيا ولكن هناك اهتمام من طرف المستثمرين من خلال الصالون للنباتات الطبيعة الذي عرف بهذا النبات حيث أعطيت الفكرة ونالت اهتمام المستثمرين ، أضن أن لو أدمجت هذه الفكرة في السياسة الوطنية للأمن الغذائي سيكون فيما بعد سهولات خاصة لما يعود على هذه النبتة من فوائد من الناحية الصحية أو الفلاحية أو الاقتصادية، المشكل أننا لا نستطيع أن نحقق وفرة في الإنتاج قبل المرور بالبحوث والتجارب فيما بعد ننتقل إلى الخطوة الثانية وهي تعميم إنتاج نبات الاستيفيا على المستوى الوطني.
-كيف ذلك؟
حقيقة هذا الموضوع يراد له الاهتمام من طرف الدولة أو القطاع الخاص في المستقبل خاصة على المدى القريب، فمصر لديها خبرة في الميدان حوالي 20 سنة ، أما المغرب بدأ مشروع إنتاج الاستيفيا تقريبا منذ سنة 2008 حيث قاموا ببحوث وتجارب، لديهم المساحة المخصصة للاستيفيا تقريبا 1500 هكتار، ولكن أول دولة في إنتاج واستهلال نبات الاستيفيا في العالم هي اليابان لديها خبرة في الاستيفيا أكثر من 35 سنة ، والبحوث فيما يخص نبات الاستيفيا إذن ينبغي على الجزائر أن تقوم بعلاقات شراكة مع اليابان للاستفادة من خبرتهم ، والإسبان كذلك سنة 2010 كانت تنتج البطاطا والطماطم وبعد ذلك حولوا إلى الاستيفيا لما فيها من فوائد من الناحية الصحية واقتصادية تعود على البلاد.
-ولكن نبات الاستيفيا لا يحتاج رعاية خاصة فلماذا لا يزرع في الجزائر؟
صحيح أن نبات الإستيفيا لا يتطلب رعاية خاصة لزراعته بمقارنته بمحاصيل أخرى لكن يحتاج الماء كثيرا فأصل هذا النبات يرجع إلى منطقة البرازيل، بوليفيا، الأروغواي وبالتالي فالمناخ استوائي، لذا يجب اختيار المناطق والظروف المناخية التي تسمح بزراعة هذا النبات في الجزائر ولكن أولا يجب القيام ببعض البحوث والتجارب قبل تعميم إنتاج هذا النبات مرحلة بمرحلة.
على الجزائر أن تبذل جهد في هذا المجال و نعمل خطوة كالدول المجاورة تونس والمغرب ومصر التي كانت هي السباقة في إنتاج نبات الإستيفيا في الدول العربية بعد ذلك المغرب وتونس .
-هل يمكن اعتبار الإستيفيا حقا البديل الصحي للسكر خصوصا لمرضى السكري؟
إضافة إلى أن فوائد الاستيفيا يمكن استخدام محليات الاستيفيا في الأكل والمشروبات والحلويات خاصة وأن نسبة الأشخاص المصابين بالسكر في الجزائر تصل إلى 4 ملايين حاليا وبالتالي هذا سوف ينقص من التكلفة الصحية فالجزائر تستورد كميات كبيرة فيما يخص الدواء الخ ، فهذا النبات يعود بمنفعة صحية على الجزائريين ويقلل من تكلفة استراد المواد الصحية وفي نفس الوقت من الجانب الطبي نحن نعرف أن نبات الاستيفيا يحتوي على صفر سعرة حرارية فلا يجد الأشخاص المصابين بمرض السكري مشكلة في استهلاكه وتناول محليات الاستيفيا، هذه بعض التجارب والبحوث التي قامت به بعض المختبرات العالمية في بلجيكا وأمريكا.
الآن توجد كوكا كولا ستيفيا في البداية كانوا يستخدمون الأسبرتان فهو محلل كيميائي الآن أصبحوا يستخدمون مستخلصات الاستيفيا باعتبارها محلل طبيعي .
-ما هو أفق اهتمام هذه النبتة في الجزائر؟
آمل أن يكون اهتمام من طرف المستثمرين الجزائريين ومن طرف وزارة الفلاحة للاهتمام بهذا الميدان وخاصة القيام ببحوث التي ستعطينا نتائج ايجابية فيما بعد لاستغلال نبات الاستيفيا في الجزائر خاصة انه سيدخل في إطار الأمن الغذائي اقصد هنا النوعية والكمية فهو نبات صحي وفيه ايجابيات كثيرة.
للإشارة لما نتحدث عن نبات الاستيفيا فأهم شيء في هذا النبات هو الأوراق (أوراق نبتة الاستيفيا) فأكثر البحوث موجودة على الأوراق من خلالها يمكن استخلاص محلل هو الذي يستخدم فيما بعد في الصناعات الغذائية.
نتمنى أن يكون إنتاج الاسيفيا في الجزائر لما فيه من ايجابيات كثيرة صحية واقتصادية تعود على البلاد لما لا التصدير لاحقا، فالمغرب حاليا تفكر في تصدير محليات الاستيفيا إلى للخارج وبالتالي هناك شركات مغربية مع شركات فرنسية تعمل على تطوير نبات الاستيفيا في المغرب، المغرب نجح في هذا لما لا تنجح الجزائر في هذا المجال، فبعض المناطق في الجزائر يمكن زراعة وإنتاج نبتة الاستيفيا، هناك تجربة حوالي سنة أقيمت في منطقة ورقلة، ولكن لزراعة هذا النبات يتطلب شروط خاصة، فالنبات يتأثر بدرجة الحرارة المنخفضة والبرودة تأثر على هذا النبات وأيضا الملوحة، بصفة عامة التربة الطينية ملائمة جدا لهذا النبات هذا من ناحية نوعية التربة ومن الناحية المناخية يجب أن لا تكون درجة الحرارة اقل من 10درجات وأكثر من 40 درجة مئوية .